قرة عيون الأخيار
قرة عيون الأخيار ح (5)

قرة عيون الأخبار شرح جوامع الأخبار

الحديث السابع:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; : «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا , ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان, وإذا حدث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر» متفق عليه.

* سؤال فردي:

النفاق أساس الشر , وهو أن يظهر الخير , ويبطن الشر هذا الحد يدخل فيه النفاق الأكبر الاعتقادي , الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية وصاحبه في الدرك الأسفل من النار . وقد وصف الله هؤلاء المنافقين بصفات الشر كلها : من الكفر وعدم الإيمان , والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم والميل بالكلية إلى أعداء الدين ؛ لمشاركتهم لهم في عداوة دين الإسلام . وهم موجودون في كل زمان ولا سيما في هذا الزمان الذي طغت فيه المادية والإلحاد والإباحية.

والمقصود هنا: القسم الثاني من النفاق الذي ذكر في هذا الحديث , فهذا النفاق العملي – وإن كان لا يخرج من الدين بالكلية – فإنه دهليز الكفر , ومن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيه الشر , وخلصت فيه نعوت المنافقين , فإن الصدق , والقيام بالأمانات , والوفاء بالعهود , والورع عن حقوق الخلق هي جماع الخير , ومن أخص أوصاف المؤمنين , فمن فقد واحدة منها , فقد هدم فرضا من فروض الإسلام والإيمان فكيف بجميعها؟

س1/ ما المقصود بالنفاق في هذا الحديث وهل يخرج من الملة ؟

* سؤال جماعي:

فالكذب في الحديث يشمل الحديث عن الله والحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; الذي من كذب عليه معتمدا فليتبوأ مقعده من النار .

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ

ويشمل الحديث عما يخبر به من الوقائع الكلية والجزئية. فمن كان هذا شأنه فقد شارك المنافقين في أخص صفاتهم و وهي الكذب الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ; : «إياكم والكذب فإن الكذب يدعو إلى الفجور , وإن الفجور يدعو إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا». ومن كان إذا اؤتمن على الأموال والحقوق والأسرار خانها , ولم يقم بأمانته فأين إيمانه فأين إيمانه ؟ وأين حقيقة إسلامه , وكذلك من لا يتورع عن أموال الخلق وحقوقهم , ويغتنم فرصها , ويخاصم فيها بالباطل ليثبت باطلا , أو يدفع حقا. فهذه الصفات لا تكاد تجتمع في شخص ومعه من الإيمان ما يجزئ أو يكفي , فإنها تنافي الإيمان أشد المنافاة .

واعلم أن من أصول أهل السنة والجماعة : أنه قد يجتمع في العبد خصال خير وخصال شر , وخصال إيمان وخصال كفر أو نفاق ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك وقد دل على هذا الأصل نصوص كثيرة من الكتاب والسنة , فيجب العمل بكل النصوص , وتصديقها كلها . وعلينا أن نتبرأ من مذهب الخوارج الذين يدفعون ما جاءت به النصوص : من بقاء الإيمان وبقاء الدين , ولو فعل الإنسان من المعاصي ما فعل , إذا لم يفعل شيئا من المكفرات التي تخرج صاحبها من الإيمان . فالخوارج يدفعون ذلك كله , ويرون من فعل شيئا من الكبائر ومن خصال الكفر أو خصال النفاق خارجا من الدين , مخلدا في النار . وهذا مذهب باطل بالكتاب والسنة , وإجماع سلف الأمة .

س1:ما حكم الكذب على الله أو على رسوله؟ مع الدليل.

س2/ أذكري منهج أهل السنة والجماعة في أهل المعاصي وأهل الكبائر؟