قرة عيون الأخيار
قرة عيون الأخيار ح (11)

قرة عيون الأخبار شرح جوامع الأخبار

الحديث الثاني عشر : تابع للحديث السابق

* سؤال فردي:

ثم إنه - صلى الله عليه وسلم - ; حض على الرضى بقضاء الله وقدره , بعد بذل الجهد , واستفراغ الوسع في الحرص على النافع . فإذا أصاب العبد ما يكرهه فلا ينسب ذلك إلى ترك بعض الأسباب التي يظن نفعها لو فعلها ؛بل يسكن إلى قضاء الله وقدره ليزداد إيمانه , ويسكن قلبه وتستريح نفسه ؛ فإن " لو " في هذه الحال تفتح عمل الشيطان بنقص إيمانه بالقدر واعتراضه عليه , وفتح أبواب الهم والحزن المضعف للقلب . وهذه الحال التي أرشد إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - ; هي أعظم الطرق لراحة القلب , وأدعى لحصول القناعة والحياة الطيبة , وهو الحرص على الأمور النافعة ,والإجتهاد في تحصيلها , والإستعانة بالله عليها وشكر الله على ما يسره منها , والرضى عنه بما فات , ولم يحصل منها, واعلم أن استعمال "لو" يختلف باختلاف ماقصد بها فإن استعملت في هذه الحال التي لا يمكن استدراك الفائت فيها ,فإنها تفتح على العبد عمل الشيطان , كما تقدم وكذلك لو استعملت في تمني الشر والمعاصي فإنها مذمومة وصاحبها آثم ولم يباشر المعصية فإنه تمنى حصولها.

وأما إذا استعملت في تمني الخير , أو بيان العلم النافع , فإنها محمودة لأن الوسائل لها أحكام المقاصد

س1/استعمال "لو" يختلف باختلاف ماقصد بها .. وضحي ذلك؟.

* سؤال جماعي:

وهذا الأصل الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ; - وهو الأمر بالحرص على الأمور النافعة , ومن لازمه اجتناب الأمور الضارة مع الاستعانة بالله – يشمل استعماله والأمر به في الأمور الجزئية المختصة بالعبد ومتعلقاته ويشمل الأمور الكلية المتعلقة بعموم الأمة . فعليهم جميعا أن يحرصوا على الأمور النافعة وهي المصالح الكلية والإستعداد لأعدائهم بكل مستطاع يناسب الوقت من القوة المعنوية والمادية , ويبذلوا غاية مقدورهم في ذلك مستعينين بالله على تحقيقه وتكميله , ودفع جميع ما يضاد ذلك. وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ; في هذا الحديث بين الإيمان بالقضاء والقدر ,والعمل بالأسباب النافعة , وهذان الأصلان دل عليهما الكتاب والسنة في مواضع كثيرة ولا يتم الدين إلا بها , لأن قوله «احرص على ما ينفعك» أمر بكل سبب ديني ودنيوي ,بل أمر بالجد والاجتهاد فيه والحرص عليه ,نية وهمة ,فعلا وتدبيراً

وقوله: «استعن بالله» إيمان بالقضاء والقدر , وأمر بالتوكل على الله الذي هو الإعتماد التام على حوله وقوته تعالى في جلب المصالح ودفع المضار مع الثقة التامة بالله في نجاح ذلك, فالمتبع للرسول - صلى الله عليه وسلم - ; يتعين عليه أن يتوكل على الله في أمر دينه ودنياه وأن يقوم بكل سبب نافع بحسب قدرته وعلمه ومعرفته والله المستعان.

س1:المتبع للرسول - صلى الله عليه وسلم - ; يتعين عليه أمرين ماهما؟