بحث متقدم   
 
الصفحة الرئيسة / القرآن الكريم وفضله / نزول القرآن
نزول القرآن

إن هذا القرآن الكريم لم ينزله الله -تعالى- على نبيه -صلى الله عليه وسلم- جملة واحدة، بل أنزله منجمًا ومفرقًا بحسب الوقائع التي تقتضي نزول ما ينزل منه.

قال تعالى:﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا (1) أي: أنزلناه كذلك لتثبيت فؤادك بالوحي المتتابع الذي تتجدد به صلتك بالله عز وجل.

وكان نزول القرآن على نبيه -صلى الله عليه وسلم- في مدى ثلاث وعشرين سنة تقريبا، فبعضه نزل في مكة، وبعضه الآخر نزل بالمدينة بعد الهجرة، فكان ينزل عليه القرآن أينما أقام في السفر والحضر، فكان منه المكي والمدني.

وذهب جمهور العلماء إلى أن القرآن نزل جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا وكان النازل به جبريل فوضعه في بيت العزة وأملاه على السفرة ثم نزل بعد ذلك نجوما في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين

والسر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا التفخيم لأمره وأمر من نزل عليه وإعلاما لسكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل

ونزوله بعد ذلك منجما لحكمة إلهية اقتضت ذلك بحسب الوقائع


(1) الفرقان: 32