النصيحة
بقلم: عبد الرحمن بن عبد الله الفارس
الدرجة المستحقة: 40 درجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل الأنبياء للناس من خير والنصيحة فرغبوهم لإقامة العلاقات الصحيحة والتخلص من العادات القبيحة، فإن استقاموا هداهم الله للطريقة الصريحة، فحازوا الفضيلة واكتسبوا الأعمال الصبيحة والصلاة والسلام على سيدنا محمد اصطفاه الله على الخلق، وجعله خير من دعا إلى كلمة الإخلاص والحق، فنصح الأمة بالأناة والرفق أما بعد:
سبب اختيار الموضوع:
لأن النصح والمناصحة توجيه قرآني وأدب نبوي سامي المقاصد، نبيل الغايات، عالي الأهداف.
ومما يأسف له، في هذه الأزمنة المتأخرة، افتقاد الكثير لهذا الأدب.
لهذا، كان الهدف من هذا البحث تسليط بعد الوقفات التنويرية حول المناصحة.
النصيحة:
هي تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه.
الأدلة من كتاب الله تعالى:
قال الله تعالى: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ﴾(1).
وقوله تعالى: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾(2).
وقوله تعالى: ﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾(3).
قوله تعالى: ﴿فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾(4).
الأدلة من السنة:
قال صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (5).
قال وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم» (6).
ومن روائع نصائح سلفنا الصالح:
نصيحة الأوزاعي إلى المنصور رحمهما الله: ومنها:
يا أمير المؤمنين روض نفسك لنفسك وخذ لها الأمان من ربك، وارغب في جنة عرضها السماوات والأرض.
نصيحة أبي حازم لسليمان بن عبد الملك رحمهما الله: ومنها:
"يا أمير المؤمنين عظم ربك ونزهه أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك".
ومن آداب وشروط الناصح:
1- الإخلاص.
2- العلم.
3- اللين والرفق والرحمة.
4- عدم التشهير بالمنصوح.
5- الصبر وعدم إيذاءه.
6- الحكمة والسكينة.
7- الصدق.
8- الدعاء.
9- معرفة حال المنصوح.
ومن آداب نصح الكافر:
1- استشعار الأمن عند النصيحة من غير تهديد قال تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ﴾ (7).
2- الإحسان إليه، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾(8).
3- اللذين معه، قال تعالى: ﴿فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾(9) .
الفوائد:
1- تحقيق الإيمان وزيادته.
2- تطهير المجتمع من الفساد.
3- مراقبة الله والابتعاد عن المعاصي.
4- تقوية الروابط في المجتمع الإسلامي.
5- تنمية شخصية المسلم.
6- الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.
(1) سورة: الأعراف، الآية: 62.
(2) سورة: الأعراف، الآية: 68.
(3) سورة: الأعراف، الآية: 79.
(4) سورة: القصص، الآية: 12.
(5) رواه مسلم.
(6) رواه البخاري.
(7) سورة التوبة، الآية: 6.
(8) سورة الأنفال، الآية: 108.
(9) سورة طه، الآية: 44.