بحث متقدم   
 
الصفحة الرئيسة / الإصدارات والأعمال الدعوية / وقفات رمضانية
وقفات رمضانية

وقفات رمضانية

سُئل الإمام ابن باز رحمه الله عن من يصوم ويؤدي بعض العبادات ولكنه لا يصلي فهل يقبل صومه وعبادته؟

فأجاب رحمه الله: بسم الله والحمد لله: الصحيح أن تارك الصلاة عمدًا يكفر بذلك كفرًا أكبر وبذلك لا يصح صومه ولا بقية عبادته حتى يتوب إلى الله سبحانه لقول الله عز وجل: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(1).

وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث. وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه لا يكفر بذلك كفرًا أكبر. ولا يبطل صومه ولا عبادته إذا كان مقرًا بالوجوب ولكنه ترك الصلاة تساهلاً وكسلاً. والصحيح القول الأول. وهو أنه يكفر بتركها كفرًا أكبر إذا كان عامدًا ولو أقر بالوجوب. لأدلة كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة» خرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» خرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح من حديث بريده بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله القول في ذلك في رسالة مستقلة في أحكام الصلاة وتركها وهي رسالة مفيدة تحسن مراجعتها والاستفادة منها.

مجموع الفتاوى (ج/ 51 ص/ 671- 771).

سُئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله عن حكم تحدث المرء بكلام حرام في نهار رمضان أيفسد الصوم؟

فأجاب رحمه الله: إذا قرأنا قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(2). عرفنا ما هي الحكمة من إيحاب الصوم وهي التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى. والتقوى هي ترك المحارم وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» وعلى هذا يتأكد على الصائم اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال فلا يغتاب الناس ولا يكذب ولا ينم بينهم ولا يبيع بيعًا محرمًا. ويجتنب جميع المحرمات شهرًا كاملاً فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام.

ولكن المؤسف  أن كثيرًا من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم وفطرهم فهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من كذب وغش ولا تشعر أن عليه وقار الصوم وهذه الأفعال لا تبطل الصوم ولكن تنقص أجره وعند المعادلة تضيع أجر الصوم.

فتاوى أركان الإسلام (ص 484- 584).

سُئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله عن النية في الصوم هل تكون في كل يوم يصام في رمضان أم تكفي نية صيام الشهر كله؟

فأجاب رحمه الله: يكفي في رمضان نية واحدة من أوله. لأن الصائم وإن لم ينو كل يوم بيومه في ليلته فقد كان ذلك في نيته من أول الشهر، ولكن لو قطع الصوم في أثناء الشهر لسفر أو مرض أو نحوه وجب عليه استئناف النية.

لأنه قطعها بترك الصيام للسفر والمرض ونحوهما.

فتاوى أركان الإسلام (ص / 407).

سُئل الإمام ابن باز رحمه الله عن حكم استعمال معجون الأسنان وقطرة الأذن وقطرة الأنف وقطرة العين وإذا وجد الصائم طعمها في حلقه فماذا يصنع؟

فأجاب رحمه الله: تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر به الصائم كالسواك وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه. فإذا غلبه شيء من ذلك بدون قصد فلا قضاء عليه. وهكذا قطرة العين والأذن لا يفطر بهما في أصح قولي العلماء. فإن وجد طعم القطور في حلقه فالقضاء أحوط ولا يجب لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب. أما القطرة في الأنف فلا تجوز لأن الأنف منفذ. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا». وعلى من فعل ذلك القضاء لهذا الحديث وما جاء في معناه إن وجد طعمهما في حلقه والله ولي التوفيق.

مجموع الفتاوى (ج/ 15) (ص/ 260- 261).

سُئل رحمه الله عن استعمال البخاخ في الفم للصائم نهارًا لمريض الربو ونحوه؟

فأجاب رحمه الله: حكمه الإباحة إذا اضطر إلى ذلك لقول الله عز وجل ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ ولأنه لا يشبه الأكل والشرب فأشبه سحب الدم للتحليل والإبر غير المغذية.

مجموع الفتاوى (ج/ 15 ص/ 265).

سلسلة الإصدارات العلمية (3)

جمع وإعداد

حلقات جامع شيخ الإسلام ابن تيمية

للتواصل مع الحلقات


(1) الأنعام: 88

(2) البقرة: 183