إشراقات نبوية
إشراقات نبوية 5

قال تعالى: ﴿حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين﴾.

أي الله وحده كافيك وكافي أتباعك فلا تحتاجون معه إلى أحد.

تابع هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة

وأما المغرب, فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم, فإنه صلاها مرة ب "الأعراف" في الركعتين, ومرة بـ"الطور", ومرة بـ"المرسلات".

وأما المداومة على قراءة قصار المفصل فيها, فهو من فعل مروان, ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت.

قال ابن عبد البر: روي عنه أنه قرأ في المغرب بـ"آلمص" وبـ"الصافات", وبـ"الدخان" و سبح اسم ربك الأعلى, وبـ"التين" وبـ"المعوذتين" وبـ"المرسلات" وهو مشهور وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل, وكلها آثار صحاح مشهورة.

وأما عشاء الآخرة, فقرأ صلى الله عليه وسلم فيها بـ"التين" ووقت لمعاذ فيها: بـ"الشمس وضحاه" وبـ"سبح اسم ربك الأعلى", "والليل إذا يغشى" ونحوها ولهذا أنكر عليه قراءته فيها بـ"البقرة" وقال له: «أفتان أنت يامعاذ»؟

وأما الجمعة, فكان يقرأ فيها بسورتي "الجمعة" و "المنافقون" وسورتي: "سبح" و"الغاشية". وأما الاقتصار على قراءة أواخر السورتين فلم يفعله قط.

وأما الأعياد, فتارة يقرأ بـ"ق" و"اقتربت" كاملتين, وتارة بـ"سبح" و"الغاشية"

وهذا الهدي الذي استمر عليه إلى أن لقي الله عز وجل.

ولهذا أخذ به الخلفاء, فقرأ أبو بكر في الفجر سورة "البقرة" حتى سلم قريباً من طلوع الشمس.

وكان بعده عمر يقرأ فيها بـ"يوسف" و"النحل" و"هود" و"بني إسرائيل" ونحوهما.

وأما قوله: "أيكم أم بالناس فليخفف", فالتخفيف أمر نسبي يرجع فيه إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم, لا إلى شهوات المأمومين.

وهديه الذي كان يواظب عليه, هو الحاكم في كل ما تنازع فيه المتنازعون.

وكان لا يعين سورة بعينها لا يقرأ إلا بها, إلا في الجمعة والعيدين.

وكان من هديه قراءة السورة, وربما قرأها في الركعتين. وأما قراءة أواخر السور وأوساطها, فلم يحفظ عنه.

وأما قراءة السورتين في الركعة, فكان يفعله في النافلة.

وأما قراءة سورة واحدة في ركعتين معاً, فقلما كان يفعله.