إشراقات نبوية
إشراقات نبوية 7

قال تعالى: ﴿حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين﴾.

أي الله وحده كافيك وكافي أتباعك فلا تحتاجون معه إلى أحد.

تابع هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة

ثم كان يكبر ويخرّ ساجداً, ولا يرفع يديه. وكان يضع ركبتيه ثم يديه بعدهما, ثم جبهته وأنفه.

وهذا هو الصحيح فكان أول ما يقع منه على الأرض الأقرب إليها فالأقرب, وأول ما يرتفع الأعلى فالأعلى, فإذا رفع, رفع رأسه أول, ثم يديه, ثم ركبتيه, وهكذا عكس فعل البعير.

وهو نهى عن التشبه بالحيوانات في الصلاة, فنهى عن بروك كبروك البعير, والتفات كالتفات الثعلب, وافتراش كافتراش السبع, وإقعاء كإقعاء الكلب, ونقر كنقر الغراب,

ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشمس.

وكان يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة, ولم يثبت عنه السجود عليه, وكان يسجد على الأرض كثيراً, وعلى الماء والطين, وعلى الخمرة المتّخذة من خوص النخل, وعلى الحصير المتّخذ منه, وعلى الفروة المدبوغة.

وكان إذا سجد مكّن جبهته وأنفه من الأرض, ونحى يديه عن جنبيه, وجافاهما حتى يُرى بياض إبطيه, وكان يضع يديه حذو منكبيه وأذنيه, ويعتدل في سجوده, ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة, ويبسط كفيه وأصابعه, ولا يفرج بينهما, ولا يقبضهما.

وكان يقول:«سبحان ربي الأعلى» وأمر به, ويقول: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي»

ويقول: «سبوح قدوس رب الملائكة والروح».

وكان يقول: «اللهم لك سجدت, وبك آمنت, ولك أسلمت, سجد وجهي للذي خلقه وصوّره, وشق سمعه وبصره, تبارك الله أحسن الخالقين».

وكان يقول: «اللهم اغفر لي ذنبي كلّه دقّه وجلّه, وأوّله وآخره, وعلانيته وسرّه».

وكان يقول: «اللهم اغفر لي خطاياي وجهلي, وإسرافي في أمري, وما أنت أعلم به مني, اللهم اغفر لي جدّي وهزلي, وخطاياي وعمدي وكل ذلك عندي, اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت, وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت».

وأمر بالاجتهاد في الدعاء في السجود, وقال: «إنه قمنٌ أن يُستجاب لكم».