إشراقات نبوية
إشراقات نبوية 8

قال تعالى: ﴿حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين﴾.

أي الله وحده كافيك وكافي أتباعك فلا تحتاجون معه إلى أحد.

تابع هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة

ثم يرفع رأسه مكبراً غير رافع يديه, ثم يجلس مفترشاً يفرش اليسرى, ويجلس عليها, وينصب اليمنى, ويضع يديه على فخذيه, ويجعل مرفقيه على فخذيه, وطرف يده على ركبته, ويقبض اثنتين من أصابعه, ويحلق حلقة, ثم يرفع إصبعه يدعو بها, ويحركها, ثم يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني, واجبرني, واهدني, وارزقني» هكذا ذكره ابن عباس عنه.

وذكر حذيفة عنه أنه كان يقول: «رب اغفر لي» ثم ينهض على صدور قدميه وركبتيه, معتمداً على فخذيه, فإذا نهض افتتح القراءة ولم يسكت, كما يسكت عند الاستفتاح.

ثم يصلي الثانية كالأولى إلا في أربعة أشياء: السكوت والاستفتاح, وتكبيرة الإحرام, وتطويلها.

فإذا جلس للتشهد, وضع يده اليسرى على فخذه الأيسر, ويده اليمنى على فخذه الأيمن, وأشار بالسبابة, وكان لا ينصبها نصباًو ولا ينيمها, بل يحنيها شيئاً يسيراً. ويحركها, ويقبض الخنصر والبنصر ويحلق الوسطى مع الإبهام, ويرفع السبابة يدعو بها, ويرمي بصره إليها, ويبسط الكف اليسرى على الفخذ اليسرى, ويتحامل عليها. وأما صفة جلوسه, فكما تقدم بين السجدتين سواء.

وأما حديث ابن الزبير الذي رواه مسلم: كان إذا قعد في الصلاة جعل قدمه الأيسر بين فخذه وساقه, وفرش قدمه الأيمن. فهذا في التشهد الأخير. ذكر ابن الزبير أنه يفرش اليمنى, وذكر أبو حميد أنه ينصبها, وهذا والله أعلم ليس باختلاف, فإنه كان لا يجلس عليها, بل يخرجها عن يمينه, فتكون بين المنصوبة والمفروشة, أو يقال: كان يفعل هذا وهذا, فكان ينصبها, وربما فرشها أحياناً,وهو أروح لهما.

ثم كان يتشهد دائماً في هذه الجلسة, ويعلم أصحابه أن يقولوا: «التحيات لله والصلوات والطيبات, السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله» وكان يخففه جداً كأنه يصلي على الرّصف, ولم ينقل عنه في حديث قط أنه كان يصلي عليه وعلى آله فيه, ولا يستعيذ فيه من عذاب القبر, وعذاب جهنم, وفتنة المحيا والممات, وفتنة المسيح الدجال, ومن استحبه فإنما فهمه من عمومات قد تبين موضعها وتقييدها بالتشهد الأخير.

ثم كان ينهض مكبراً على صدور قدميه, وعلى ركبتيه, معتمداً على فخذيه.

وفي صحيح مسلم وبعض طرق البخاري,أنه كان يرفع يديه في هذا الموضع, ثم كان يقرأ الفاتحة وحدها,ولم يثبت عنه أنه قرأ في الأخيرتين بعد الفاتحة شيئاً.