قرة عيون الأخيار
قرة عيون الأخيار ح (4)

قرة عيون الأخبار شرح جوامع الأخبار

الحديث السادس:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; : «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» متفق عليه وزاد الترمذي والنسائي : «والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم».

وزاد البيهقي : «والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».

* سؤال فردي:

وذلك أن الإسلام الحقيقي : هو الاستسلام لله , وتكميل عبوديته والقيام بحقوقه, وحقوق المسلمين . ولا يتم الإسلام حتى يحب للمسلمين ما يحب لنفسه , ولا يتحقق ذلك إلا بسلامتهم من شر لسانه وشر يده . فإن هذا أصل هذا الفرض الذي عليه للمسلمين . فمن لم يسلم المسلمون من لسانه أو يده كيف يكون قائما بالفرض الذي عليه لإخوانه المسلمين ؟ فسلامتهم من شره القولي والفعلي عنوان على كمال إسلامه..

وفسر المؤمن بأنه الذي يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم ؛ فإن الإيمان إذا دار في القلب وامتلأ به, أوجب لصاحبه القيام بحقوق الإيمان التي من أهمها : رعاية الأمانات , والصدق في المعاملات , والورع عن ظلم الناس في دمائهم وأموالهم . ومن كان كذلك عرف الناس هذا منه , وأمنوه على دمائهم وأموالهم , ووثقوا به , لما يعلمون منه من مراعاة الأمانات ؛ فإن رعاية الأمانة من أخص واجبات الإيمان ؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; : «لا إيمان لمن لا أمانة له».

س1/ ماهو الإسلام الحقيقي , ومتى يتم وكيف يتحقق؟

س2/ من هو المؤمن؟

* سؤال جماعي:

وفسر - صلى الله عليه وسلم - ; الهجرة التي هي فرض عين على كل مسلم بأنها هجرة الذنوب والمعاصي . وهذا الفرض لا يسقط عن كل مكلف في كل حال من أحواله ؛ فإن الله حرم على عباده انتهاك المحرمات , والإقدام على المعاصي . والهجرة الخاصة التي هي انتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام والسنة , جزء من هذه الهجرة وليست واجبة على كل أحد , وإنما تجب بوجود أسبابها المعروفة ,

وفسر المجاهد بأنه الذي جاهد نفسه على طاعة الله ؛ فإن النفس ميّالة إلى الكسل عن الخيرات , أمارة بالسوء , سريعة التأثر عند المصائب , وتحتاج إلى صبر ومجاهدة في إلزامها طاعة الله ؛ وثباتها عليها , ومجاهدتها عن معاصي الله , وردعها عنها , وجهادها على الصبر عند المصائب . وهذه هي الطاعات : امتثال المأمور , واجتناب المحظور , والصبر على المقدور.

فالمجاهد حقيقة : من جاهدها على هذه الأمور ؛ لتقوم بواجبها ووظيفتها .

ومن أشرف هذا النوع وأجلِّه : مجاهدتها على قتال الأعداء ومجاهدتهم بالقول والفعل ؛ فإن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الدين.فهذا الحديث من قام بما دل عليه فقد قام بالدين كله: من سلم المسلمون من لسانه ويده , وأمنه الناس على دمائهم وأموالهم , هجر ما نهى الله عنه , وجاهد نفسه على طاعة الله , فإنه لم يبق من الخير الديني والدنيوي الظاهري والباطني شيئاً إلا فعله , ولا من الشر إلا تركه . والله الموفق وحده.

س1:هناك نوعان من الهجرة :هجرة فرض عين على كل مسلم , وهجرة ليست واجبة على كل أحد , ماهي هاتان الهجرتان؟