قرة عيون الأخيار
قرة عيون الأخيار ح (8)

قرة عيون الأخبار شرح جوامع الأخبار

الحديث العاشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ;: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه, لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه, لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا».

رواه مسلم.

* سؤال فردي:

هذا الحديث – وما أشبهه من الأحاديث – فيه : الحث على الدعوة إلى الهدى والخير , وفضل الداعي , والتحذير من الدعاء إلى الضلالة والغي , وعظم جرم الداعي وعقوبته .

والهدى: هو العلم النافع , والعمل الصالح.

فكل من علم علما أو وجه المتعلمين إلى سلوك طريقة يحصل لهم فيها علم: فهو داع إلى هدى.

وكل من دعا إلى عمل صالح يتعلق بحق الله , أو بحقوق الخلق العامة والخاصة : فهو داع إلى هدى.

وكل من أبدى نصيحة دينية أو دنيوية يتوسل بها إلى الدين: فهو داع إلى هدى.

وكل من اهتدى في علمه أو عمله ,فاقتدى به غيره: فهو داع إلى هدى

وكل من تقدم غيره بعمل خيري أو مشروع عام النفع: فهو داخل في هذا النص.

وعكس ذلك الداعي إلى الضلالة.

فالداعون إلى الهدى: هم أئمة المتقين, وخيار المؤمنين

والداعون إلى الضلالة ك هم الأئمة الذين يدعون إلى النار.

وكل من عاون غيره على البر والتقوى : فهو من الداعين إلى الهدى, وكل من أعان غيره على الإثم والعدوان: فهو من الداعين إلى الضلالة.

س1/ ماهو الهدى ؟ ** س2/من هم الداعون إلى الهدى ومن هم الداعون إلى الضلال؟.

* سؤال جماعي:

الحديث الحادي عشر: عن معاوية رضي الله عنه قال :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» متفق عليه.

الفقه في الدين يشمل الفقه في أصول الإيمان وشرائع الإسلام والأحكام , وحقائق الإحسان . فإن الدين يشمل الثلاثة كلها كما في حديث جبريل لما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ; عن الإيمان والإسلام والإحسان, وأجابه - صلى الله عليه وسلم - ; بحدودها. ففسر الإيمان بأصوله الستة , وفسر الإسلام بقواعد الخمس , وفسر الإحسان بـ«أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» فيدخل في ذلك التفقه في العقائد , ومعرفة مذهب السلف فيها , والتحقق به ظاهرا وباطنا ومعرفة مذاهب المخالفين , وبيان مخالفتها للكتاب والسنة . ودخل في ذلك : علم الفقه , وأصوله وفروعه , أحكام العبادات , والمعاملات والجنايات وغيرها., ودخل في ذلك التفقه بحقائق الإيمان , ومعرفة السير والسلوك إلى الله الموافقة لما دل عليه الكتاب والسنة.

وكذلك يدخل في هذا : تعلم جميع الوسائل المعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها .

فمن أراد الله به خيرا فقهه في هذه الأمور ,, ووفقه لها.

ودل مفهوم الحديث على أن من أعرض عن هذه العلوم بالكلية فإن الله لم يرده به خيرا , لحرمانه الأسباب التي تنال بها الخيرات وتكتسب بها السعادة.

س1: الفقه في الدين يشمل عدة أمور , أذكريها ؟