قرة عيون الأخيار
قرة عيون الأخيار ح (18)

قرة عيون الأخبار شرح جوامع الأخبار

الحديث الثامن عشر :

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; : « الظلم ظلمات يوم القيامة »

* سؤال فردي:

هذا الحديث فيه التحذير من الظلم والحث على ضده وهو العدل والشريعة كلها عدل آمرة بالعدل ناهية عن الظلم قال تعالى : ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ﴾ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ﴾ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ

فإن الإيمان أصوله وفروعه باطنة وظاهره _ كله عدل , وضده ظلم فأعدل العدل وأصله : الإعتراف وإخلاص التوحيد لله والإيمان بصفاته وأسمائه الحسنى وإخلاص الدين والعبادة له وأعظم الظلم وأشده الشرك بالله كما قال تعالى : ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ ذلك أن العدل وضع الشيء في موضعه والقيام بالحقوق الواجبة والظلم عكسه فأعظم الحقوق وأوجبها حق الله على عباده : أن يعرفوه ويعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم القيام بأصول الإيمان وشرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت الحرام والجهاد في سبيل الله قولا وفعلا والتواصي بالحق والتواصي بالصبر

ومن الظلم : الإخلال بشيء من ذلك , كما أن من العدل : القيام بحقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - ; من الإيمان به ومحبته وتقديمها على محبة الخلق كلهم وطاعته وتوقيره وتبجيله وتقديم أمره وقوله على أمر غيره وقوله.

ومن الظلم العظيم : أن يخل العبد بشيء من حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - ; الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأرحم بهم وأرأف بهم من كل أحد من الخلق وهو الذي لم يصل إلى أحد خير إلا على يديه.

س1/ ما هو أصل العدل وماهو أعظم الظلم؟؟ س2: كيف يكون العدل في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - ;؟

* سؤال جماعي:

ومن العدل : بر الوالدين وصلة الرحم وآداء حقوق الأصحاب والمعاملين ومن الظلم : الإخلال بذلك.

ومن العدل قيام كل من الزوجين بحقوق الآخر ومن أخل بذلك منهما فهو ظالم ... وظلم الناس أنواع كثيرة يجمعها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ; في خطبته في حجة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»

فالظلم كله بأنواعه ظلمات يوم القيامة يعاقب أهلها على قدر ظلمهم ويجازى المظلومون من حسنات الظالمين , فإن يكن لهم حسنات أو فنيت أخذ من سيئاتهم فطرحت على الظالمين.. والعدل كله نور يوم القيامة ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

والله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما فالله تعالى على صراط مستقيم في أقواله وأفعاله وجزائه وهو العدل وقد نصب لعباده الصراط المستقيم الذي يرجع إلى العدل ومن عدل عنه عدل إلى الظلم والجور الموصل إلى الجحيم..

والظلم ثلاثة أنواع: نوع لا يغفره الله وهو الشرك به ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ

ونوع لا يترك الله منه شيئا وهو ظلم العباد بعضهم لبعض فمن كمال عدله : أن الخلق بعضهم من بعض بقدر مظالمهم

ونوع تحت المشيئة : ‘ن شاء عاقب عليه وإن شاء عفا عن أهله وهو الذنوب التي بين العباد وبين ربهم فيما دون الشرك.

س1: ظلم الناس أنوا لكن يجمعها قول للنبي - صلى الله عليه وسلم - ; أذكريه؟

س2: وضحي أنواع الظلم؟