شرح القواعد الفقهية للسعدي
المقدمة الأخيرة: المؤلفات في القواعد الفقهية

المقدمة الأخيرة: المؤلفات في القواعد الفقهية

أبدأ أولًا بالمذهب الحنفي، مِن المؤلفات في هذا المذهب "أصول الكَرْخِي" وهو أبو الحسين عبيد الله الكرخي، المتوفى سَنَة ثلاثمائة وأربعين للهجرة، وهذا الكتاب كتاب مطبوع وهو أول المؤلفات في القواعد الفقهية، ذَكَرَ فيه بضعًا وثلاثين قاعدة، وقد أوضحها بأمثلة نجم الدين النسفي المتوفى سَنَة خمسمائة وسبعة وثلاثين للهجرة، وأيضًا مِن كُتب القواعد في المذهب الحنفي "تأسيس النظر" لأبي زيد الدبوسي، المتوفى سَنَة أربعمائة وثلاثين للهجرة، ذَكَرَ فيه قواعد فقهية اختلف فيها أئمة الحنفية، وأيضًا ذَكَرَ فيه مِن القواعد ما يختلف فيه أئمة الحنفية مع الإمامين مالك والشافعي رحمهم الله جميعًا، مِن الكتب أيضًا في مذهب الحنفية "الأشباه والنظائر" لزين الدين ابن نجيم، المتوفى سَنَة تسعمائة وسبعين للهجرة، وقد اعتنى متأخرو الحنفية بهذا الكتاب عناية فائقة حتى ذَكَرَ المحقق أنّ مِن التعليقات والحواشي والشروح على هذا الكتاب ما يقارب سبعة وعشرين مؤلفًا، مِن هذه المؤلفات على "الأشباه والنظائر" "غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر" لإبراهيم الحموي - وهو مطبوع -، وأيضًا مِن كتب الحنفية في القواعد "مجلة الأحكام العدليّة" وهذه المجلة أَلّفها جماعة مِن علماء الدولة العثمانية مِن الأحناف، صُدِّرَتْ هذه المجلة بتسع وتسعين قاعدة، شُرحت هذه القواعد مع المجلة كما شرحت مُفردة، فمِن شروح هذه المجلة "درر الحكام شرح مجلة الأحكام" لعلي حيدر، الذي يهمنا هو المقدمة في شرح القواعد، أيضًا "شرح المجلة" لخالد الأتاسي، ولم يكملها، ثم جاء ابنه محمد طاهر الأتاسي وأكملها، وأمّا الشروح المفردة لقواعد المجلة فـ "شرح القواعد الفقهية" للشيخ أحمد الزرقا المتوفى سَنَة ألف وثلاثمائة وسبعة وخمسين للهجرة، أيضًا شرحها الشيخ مصطفى الزرقا المتوفى سَنَة ألف وأربعمائة وعشرين للهجرة ضمن كتابه "المدخل الفقهي العام" لكن شرحه شرح موجز.

وأمّا المذهب المالكي: فمِن كُتِبِ القواعد كتاب "الفروق" لأبي العباس القَرَافِي المتوفى سَنَة ستمائة وأربعة وثمانين للهجرة، وهذا الكتاب اسمه "أنوار البروق في أنواء الفروق" ضَمَّنَه قواعد فقهية كثيرة متفرقة في فصوله، عدد هذه القواعد خمسمئة وثمانية وأربعون قاعدة، هذا الكتاب عليه حاشية لابن الشاط المالكي، المتوفى سَنَة سبعمائة وثلاثة وعشرين للهجرة، اسمها "إدرار الشروق على أنواء الفروق" قصد ابن الشاط مِن هذه الحاشية بيانُ الصحيح مما ورد في فروق القَرَافِي وبيان ما أخطأ فيه القَرَافِي، والعلماء بعده تلقوا هذه الحاشية بالقَبول، حتى قال بعضهم: "عليك بفروق القَرَافِي ولا تقبل منها إلّا ما قَبِلَه ابن الشاط"، ومِن كتبِ المذهب المالكي أيضًا في القواعد "القواعد" لأبي عبد الله المقِّري المتوفى سَنَة سبعمائة وتسعة وخمسين للهجرة، ومِن كتبهم أيضًا "إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك" لأبي العباس الونشريسي، المتوفى سَنَة تسعمائة وأربعة عشر للهجرة.

وأمّا المذهب الشافعي: فمِن كتبِ القواعد فيه "قواعد الأحكام في مصالح الأنام" للعزّ بن عبد السلام، المتوفى سَنَة ستمائة وستين للهجرة، وهذا الكتاب يدور على تحصيل المصالح ودرء المفاسد، أيضًا كتاب "الأشباه والنظائر" لصدر الدين ابن الوكيل، المتوفى سَنَة سبعمائة وستة عشر للهجرة، أيضًا كتاب "القواعد" لتقي الدين الحِصْنِي(1)، المتوفى سَنَة ثمانمائة وتسعة وعشرين، "الأشباه والنظائر" لتاج الدين السبكي، المتوفى سَنَة سبعمائة وإحدى وسبعين، وهذا الكتاب اشتمل على معظم ما في كتاب ابن الوكيل وزاد عليه مباحث كثيرة مهمة، وأيضًا مِن الكتب في المذهب الشافعي كتاب قيّم وهو "المنثور في القواعد" للزركشي، المتوفى سَنَة سبعمائة وأربعة وتسعين للهجرة، وميزة هذا الكتاب أنه رَتَّبَ القواعد على حروف المعجم، وأيضًا مِن كتبهم "الأشباه والنظائر" للسيوطي، المتوفى سَنَة تسعمائة وإحدى عشر، وهذا الكتاب يُعَدّ مِن أجمع كتبِ القواعد في المذهب الشافعي.

وأمّا مذهب الحنابلة: فمِن كتب القواعد "القواعد النورانية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ضَمَّنَه بعضَ القواعد، أيضًا مِن الكتب المشهورة "القواعد" لأبي الفرج ابن رجب، المتوفى سَنَة سبعمائة وخمسة وتسعين للهجرة، وقد حققه الشيخ مشهور آل سلمان، ذَكَرَ ابن رجب رحمه الله تعالى فيه مئة وستين قاعدة، وهذا الكتاب كتاب قيّم وفيه فوائد جمّة، أيضًا مِن كتبِ الحنابلة في القواعد " مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام" ليوسف بن عبد الهادي، المتوفى سَنَة تسعمائة وتسعة للهجرة، هذا كتاب في الفقه لكنه ذَكَرَ في آخره ما يقارب السبعين قاعدة سَرَدَها بلا شرح، وأيضًا مِن كتب القواعد ما نحن بصدده وهو "منظومة القواعد الفقهية" للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي مع شرحها للناظم رحمه الله تعالى، يأتي الكلام عليها - إنْ شاء الله تعالى - في درس غدٍ.

أسأل الله تعالى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(1) اللفظ مضبوط وفق استدراك الشيخ - حفظه الله - على نفسه في المحاضرة التالية.


 مواد ذات صلة: