شرح العقيدة الطحاوية
معرفة البشر ربهم بأسمائه وصفاته وعجزهم عن الإحاطة بكنهه وحقيقته

معرفة البشر ربهم بأسمائه وصفاته وعجزهم عن الإحاطة بكنهه وحقيقته

قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: لَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَفْهَامُ.


لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام: الأوهام: جمع وَهْم وهو الظن، والأفهام: جمع فَهْم وهو العلم.

ولهذا يقول أهل اللغة: توهمت الشيء: ظننته، وفَهِمت الشيء ( عَلِمته ) والمعنى أن الله -سبحانه وتعالى- لا يبلغه الوَهْم ولا يحيط به علم كما قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (1) .

فالله تعالى لا يحيط به العباد ولا يعلمون كنهه وحقيقيته وإنما يعلمونه بأسمائه وصفاته؛ ولهذا قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (1) فالله -سبحانه وتعالى- لكماله وعظمته لا يحيط به العباد، هم يعلمونه سبحانه، لكن لا يحيطون به علما كما أنهم يرونه يوم القيامة.

المؤمنون يرون ربهم، لكنهم لا يحيطون به رؤية لا يحيطون به رؤية لكماله وعظمته هو أكبر من كل شيء، وكذلك يعلمونه ولكنهم لا يحيطون به علما فلا يعلمون كنهه وحقيقته؛ فالبشر لا يدركون كنه الله وحقيقته، وإنما يعلمونه بأسمائه وصفاته وأفعاله كما قال -سبحانه وتعالى- ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (1) وهذا يدل على كماله وعظمته -سبحانه وتعالى- نعم.


(1) طه: 110


 مواد ذات صلة: