شرح العقيدة الطحاوية
الأعمال بالخواتيم

الأعمال بالخواتيم

والأعمال بالخواتيم .


نعم، الأعمال بالخواتيم من ختم له بالتوحيد والإيمان صار من أهل الجنة، ومن ختم له بالكفر صار من أهل النار كما في الأحاديث الصحيحة من أحاديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو من أحاديث الأربعين النووية « إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمة أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالله الذي لا إله إلا هو إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها »(1) .

هذا يدل على أن الأعمال بالخواتيم ولما قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: « يا رسول الله هل ما يعمله العباد في شيء فرغ منه أو في شيء مستقبل؟ قال: بل في شيء فرغ منه كتب في اللوح المحفوظ قالوا: يا رسول الله ففيم العمل؟ أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل على الكتاب الأول؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: اعملوا فكل ميسر لما خلق له »(2) أما أهل السعادة فسييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فسييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قول الله -تعالى-: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (3) نعم.


(1) البخاري : بدء الخلق (3208) , ومسلم : القدر (2643) , والترمذي : القدر (2137) , وأبو داود : السنة (4708) , وابن ماجه : المقدمة (76) , وأحمد (1/430).
(2) البخاري : تفسير القرآن (4949) , ومسلم : القدر (2647) , والترمذي : تفسير القرآن (3344) , وأبو داود : السنة (4694) , وابن ماجه : المقدمة (78) , وأحمد (1/129).
(3) سورة الليل: 5 - 10


 مواد ذات صلة: