شرح العقيدة الطحاوية
استحالة تغيير الناس شيئا مما كتبه الله

استحالة تغيير الناس شيئا مما كتبه الله

فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله -تعالى- فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله -تعالى- فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه .


نعم لأن ما قدره الله وكتبه لا يغير ولا يبدل ولا يستطيع أحد أن يغيره أو يبدله كما قال الله -عز وجل: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ (1) وثبت في حديث ابن عباس حين ما علمه وقال له: « يا غلام ألا أعلمك كلمات؟ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة -إلى أن قال-: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف »(2) أقلام القدر رفعت الأقلام وجفت الصحف لا يغير ولا يبدل ولو اجتمع الكون كلهم على أن يغيروا شيئا مما كتبه الله ما استطاعوا لا يستطيعون أن يغيروا ما كتب ليجعله غير مكتوب ولا يستطيعون أن يزيدوا فيكتب فيه شيء لم يكتب نعم.


(1) سورة فاطر: 2
(2) الترمذي : صفة القيامة والرقائق والورع (2516) , وأحمد (1/307).


 مواد ذات صلة: