شرح العقيدة الطحاوية
المفاضلة بين الأنبياء والأولياء

المفاضلة بين الأنبياء والأولياء

ولا نفضل أحد من الأولياء على أحد من الأنبياء -عليهم السلام- ونقول نبي واحد أفضل من جميع الأولياء .


نعم، لا نفضل أحدا من الأولياء على نبي واحد بل نقول: نبي واحد خير من الأولياء.

وهذه المسألة تسمى المفاضلة بين الأنبياء والأولياء، الأنبياء أفضل الناس والرسل أفضلهم، فالرسل أفضل الناس، وأفضل الرسل أولوا العزم الخمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وأفضلهم أولو العزم الخمسة الخليلان: إبراهيم ومحمد -عليهما السلام- وأفضل الخليلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم يليه جده إبراهيم ثم موسى الكليم، ثم بقية أولوا العزم، ثم الرسل، ثم الأنبياء، ثم سائر المؤمنين.. ثم الصديقون ثم الشهداء ثم سائر المؤمنين. هذا هو الذي تدل عليه النصوص.

وذهب بعض الصوفية إلى تفضيل الأولياء على الأنبياء ويقولون: الولي أفضل من النبي، والنبي أفضل من الرسول، هكذا عكسوا الدرجات عندهم أن الولي أفضل ثم النبي ثم الرسول آخر درجة عكسوا، وبعضهم يظن أنه يصل إلى درجة الولاية بترويض نفسه وتجويعه واعتزاله عن الناس وتغيره الطعام والشراب والنوم، وأنه يصل إلى درجة الولاية ويكون أفضل من الأنبياء.

فكثير من الصوفية يظن أنه يصل برياضته واجتهاده في العباده بتصفية نفسه إلى ما وصلت إليه الأنبياء من غير اتباع لطريقتهم، ومنهم من يظن أنه قد صار أفضل من الأنبياء؛ لأنه صار وليا ودرجة الولاية فوق درجة النبوة، وهذا مذهب الاتحادية أهل وحدة الوجود، ورئيسهم ابن عربي الطائي يقولون: الأولياء أفضل من االأنبياء.

ويقولون: إن الأنبياء يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء، ويدعي لنفسه أنه خاتم الأولياء فيقول: ابن عربي رئيس وحدة الوجود النبوة ختمت بمحمد لكن الولاية لم تختم فهو خاتم الأولياء، يقول ابن عربي: إنه خاتم الأولياء ومحمد خاتم الأنبياء، لكن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء، يفضل نفسه على الرسول.

ابن عربي يقول: النبوة ختمت بمحمد ولكن الولاية لم تختم فهو خاتم الأولياء ويقول: الأولياء أفضل من الأنبياء؛ لأن الأنبياء يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء يعني هو ابن عربي سمى نفسه خاتم الأولياء، ويقول: الأنبياء يأخذون العلم بالله من مشكاته، مشكاة خاتم الأولياء، فيدعون أنهم يطلعون على اللوح المحفوظ وأنهم يباشرون الأخذ عن الله.

ويكون ذلك العلم الذي يأخذه هو حقيقة قول فرعون، وهو أن هذا الوجود المشهود واجب بنفسه، هذا العالم واجب بنفسه، ليس له صانع، وليس له خالق، ولكن ابن عربي يقول: هذا الوجود هو الله وفرعون أظهر إنكاره بالكلية تمويها على الناس لكن فرعون في الباطن أعرف بالله من طائفة وحدة الوجود، وبيان ذلك أن فرعون كان مثبتا للصانع في الباطن يعني مثبتا لله قال الله تعالى: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا (1) وأما أهل وحدة الوجود فمذهبهم أن الوجود المخلوق هو الوجود الحق، وهذا مذهب ابن عربي وأمثاله كابن سبعين والطولوي والتلمساني.

وابن عربي لما رأى أن الشرع الظاهر، وهو ما جاءت به الرسل لا سبيل إلى تغييره قال: النبوة ختمت لكن الولاية لم تختم، وادعى لنفسه من الولاية ما هو أعظم من النبوة وما يكون للأنبياء والمرسلين، وأن الأنبياء مستفيدون من الولاية، فالولاية أعلى درجة من النبوة، والنبوة أعلى درجة من الرسالة عند ابن عربي كما قال: مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي، إذن الولي أعلى ثم النبي ثم الرسول، عكس مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي.

وابن عربي هذا له مؤلفات وله كتب منها كتاب سماه "فصوص الحكم" ومنها كتاب سماه "الفتوحات الملكية" ومنها كتاب سماه كتاب "الهو الهو الهو" يقول هذا الذكر ما في إلا الهو هو ما في الله.

ولكن الذكر تأخذ الهاء هو هو. هو هو، وهو ذكر الملاحدة الصوفية، وهو كالكلاب يقول: ذكر العامة لا إله إلا الله هذا يسمونهم العامة والرسل عامة، ثم الخاصة تأخذ لفظ الجلالة الله الله الله الله خاصة الخاصة لا يحتاج أن تأخذ لفظ الجلالة تأخذ الهاء من لفظ الجلالة هو هو هو هو هو هو هذا ذكر الله، نسأل الله السلام والعافية.

ولهذا سمى ابن عربي ألف كتابا سماه كتاب "الهو" ويقول إن عندي دليلا من القرآن وهو قول الله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ (2) قال شيخ الإسلام ابن تيمية قلت: لهم لو كان كما تقولون أيها الملاحدة لكانت الهاء مفصولة عن الآية: وما يعلم تأويل هو، لكن الهاء متصلة في تأويله، وهم لا يؤمنون بالقرآن لكن يريد إثبات قوله.

يقول ابن عربي في كتاب "فصوص الحكم" لما مثَّل النبي -صلى الله عليه وسلم- النبوة بالحائط من اللبن فرآها قد كملت إلا موضع لبنة، فكان هو -صلى الله عليه وسلم- تلك اللبنة يعني يشير إلى الحديث الذي سبق « مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فأنا اللبنة فكان الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون: لولا تلك اللبنة فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين »(3) .

ابن عربي يعارض الحديث يقول: أيش في كتابه: "ولما مثل النبي -صلى الله عليه وسلم- النبوة بالحائط من اللبن فرآها قد كملت إلا موضع لبنة فكان -صلى الله عليه وسلم- تلك اللبنة، وأما خاتم الأولياء -يعني نفسه- فلا بد له من هذه الرؤية فيرى ما مثله النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرى الحائط في موضع لبنتين واحدة فضة وواحدة ذهب يعني؛ لأن الحائط مكون من لبنتين: لبنة ذهب ولبنة فضة، فلبنة الذهب هذه تعني خاتم الأولياء، ولبنة الفضة تعني خاتم الأنبياء.

فجعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبنة فضة؛ لأنه خاتم الأنبياء وجعل نفسه لبنة الذهب؛ لأنه خاتم الأولياء، فيرى ما مثله النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرى الحائط موضع لبنتين واحدة من فضة وواحدة من ذهب، ويرى نفسه تنطبع في موضع اللبنتين فتكمل الحائط.

والسبب الموجب لكونه يراها لبنتين أن الحائط لبنة من فضة ولبنة من ذهب، واللبنة الفضة هي ظاهر البيت أو الحائط وما يتبعه ابن عربي فيه من الأحكام فهي تمثل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بالأحكام الظاهرة.

كما أن ابن عربي أخذ عن الله في السر ما هو في الصورة الظاهرة متبع للرسول يعني يقول: إن ابن عربي يرى أن الحائط مكون من لبنتين لبنة ذهب ولبنة فضة، فلبنة الفضة هذه ظاهر الجدار ولبنة الذهب هذه باطن الجدار، والسبب يقول: لكونه يرى ذلك أن لبنة الفضة هذه تمثل محمدا وما جاء به من الأحكام الظاهرة، ولبنة الذهب تمثل ابن عربي وما جاء به من أحكام الباطنة، فيقول: ابن عربي خاتم الأولياء تابع لخاتم الأنبياء في الظاهر، وخاتم الأنبياء تابع لخاتم الأولياء في الباطن.

هكذا يقول فهي تمثل الرسول الذي جاء بالأحكام الظاهرة، كما أن ابن عربي أخذ عن الله في السر ما هو في الصورة الظاهرة متبع فيه للرسول، ابن عربي أخذ عن الله في السر لكن في الظاهر هو متبع للرسول، وفي السر أخذ عن الله مباشرة، ولا يحتاج إلى أحد؛ لأنه يرى الأمر على ما هو عليه فلا بد أن يراه هكذا، وهو ابن عربي خاتم الأولياء موضع اللبنة الذهبية في الباطن فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به للرسول، فهو لا يحتاج إلى جبريل ولا غيره، فهو يأخذ من اللوح المحفوظ وعن الله مباشرة فلا يحتاج إلى جبريل.

أما خاتم الأنبياء هذا يحتاج واسطة، وهو الملك قال في كتابه: فإن فهمت ما أشرنا إليه فقد حصل لك العلم النافع.

مسألة: أصل ابن عربي: هو أن الوجود واحد، وأن الوجود الواجب هو عين الوجود الممكن، فوجود كل شيء عين وجود الحق عنده، وجود كل شيء من هذه المخلوقات هو وجود الله عنده، أيهما أشد كفرا؟ الاتحادية والحلولية، الحلولية وهم الذين يزعمون أن الله بذاته في كل مكان، وهو قول كثير من الجهمية قولهم أقل كفرا من قول الاتحادية أخف.

وجه ذلك لأن من قال: إن الله يحل في المخلوقات فقد قال: بأن المحل غير الحال، وهذا تثنية عند الاتحادية وإثبات لوجودين: أحدهما وجود الحق الحال، والثاني وجود المخلوق المحل، والاتحادية لا يقرون بإثبات وجودين ألبتة؛ ولهذا من سماهم حلولية أو قال: هم قائلون بالحلول رآه محجوبا عن معرفة قولهم خارج عن الدخول إلى باطن أمرهم ومن الأقوال المتفرعة عن مذهب ابن عربي هذا الشعر يقول:

الـرب عبـد والعبد رب *** يا ليت شعري من المكلف

إن قت عبـد فذاك ميت *** أو قلـت رب أنـى يكلف

وفي بعض الروايات فذاك نفي؛ لأن العبد ليس له عندهم وجود مخلوق وكلاهما باطل، فإن العبد موجود وثابت ليس بمعدوم ومنتف، ولكن الله هو الذي جعله موجودا ثابتا.

ومن كلام ابن عربي يقول: من أسماء الله الحسنى العلي، ثم يُعَرِّف العلي على ماذا؟ وما ثم إلا هو، وعن ماذا؟ وما هو إلا هو، العلي ما في إلا هو، من أسماء الله الحسنى العلي، العلي على من؟ ما في إلا غيره على من؟ وما ثم إلا هو، وعن ماذا؟ وما هو إلا هو

ومن كلماته يقول: رب مالك وعبد هالك وأنتم ذلك، والعبد فقط والكثرة الوهم ويقول سر حيث شئت فإن الله ثَمَّ، وقل ما شئت فيه فالواسع الله، هؤلاء الملاحدة الزنادقة يعني يقولون هذا الكلام ومن تلبيسهم أنهم يقولون: إنك لا تفهم هذا الكلام حتى تخرق الحجاب أنت بينك وبين فهم هذا الكلام حجاب، ما هو الحجاب؟

اخرق حجاب العقل، حجاب العقل، وحجاب الشرع يعني ألغ الشرع وألغ العقل حتى تكون مجنونا، ثم تفهم كلامهم يعني حجاب الشرع وحجاب العقل وحجاب الحس أيضا، كل هذا تلغيه حتى تفهم هذا الكلام، هذا الكلام موجود وله مؤلفات وفيه ناس يدافعون عنه، مؤلفات تطبع بأوراق صقيلة وتحقق وموجودة في كل مكان في مصر، وفي الدول العربية وموجودة في المكتبات توضع عندنا في مكان خاص لأصحاب الرسائل العلمية الذين يريدون الرد أن يرد عليهم موجودة.

وهناك من يدافع ولهم أتباع وأنصار وطوائف، لكل شيخ طريقة في كل بلد مائة طريقة، ولكل طريقة شيخ هذه موجودة مؤلفات ومن يعتنق هذه المذاهب كلها موجودة.

الرد على الاتحادية والصوفية:

أولا: أن اعتقادهم في الولاية أعظم من النبوة في هذا قلب للشريعة، اعتقادهم في الولاية أنها أعظم من النبوة في هذا قلب للشريعة؛ فإن الولاية ثابتة للمؤمنين المتقين كما قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (4) .

والنبوة أخص من الولاية عند أهل الحق والرسالة أخص من النبوة، فالرسالة أعلى شيء ثم النبوة ثم الولاية ويرد على الاتحادية أن الله بائن من خلقه مستو على عرشه، وأنه ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير.

ويرد عليهم بادعائهم بأن لهم من الولاية ما هو أفضل من درجة الرسالة بأن هذه الدعوة خرق لما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن لم يكن متبعا للأمر الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يعمل بإرادة نفسه، فيكون متبعا لهواه بغير هدى من الله، وهذا غش النفس، وهو من الكبر فإنه شبيه بقول الذين قالوا: ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (5) ﴿ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (5) فقال الله ردا على مقالتهم وقطعا لأطماعهم في أن ينالوا مثل ما نال الرسل: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (5) ووجه الشبه أن كلا من الطائفتين تعالت على الرسل وادعت أنها أحق منهم.

حكم ابن عربي وشيعته من أهل وحدة الوجود في الدنيا والآخرة ما حكمهم؟ حكم الاتحادية ابن عربي وأمثاله ما حكمهم في الدنيا؟ وما حكمهم في الآخرة؟ حكم ابن عربي كافر، ومن أكثر ممن ضرب لنفسه المثل بلبنة ذهب وللرسول المثل بلبنة فضة فيجعل نفسه أعلى وأفضل من الرسول.

وكيف يخفى كفر من هذا كفره كيف يخفى كفر من هذا كلامه، بل إن كفر ابن عربي وأمثاله فوق كفر الذين قالوا: ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (5) .

ويكفيك معرفة بكفرهم أن من أخف أقوالهم أن فرعون الذي ادعى الربوبية يقولون: إن فرعون مات مؤمنا بريا من الذنوب بل يجعلونه من كبار العارفين المحققين، وأنه كان مصيبا في دعواه الربوبية كما يجعلون عُبَّاد العجل مصيبين في عبادتهم للعجل بل إن السلف والأئمة كفروا الجهمية لما قالوا: إنه في كل مكان.

وكان مما أنكروه عليهم أنه كيف يكون الله تعالى، كيف يكون في البطون والحشوش والأخبية؟ تعالى الله عن ذلك فكيف بمن يجعله نفس وجود البطون والحشوش والأخبية والنجاسات والأقذار، كما يقول ابن عربي نعوذ بالله.

وأين المشبِّهة والمجسِّمة من هؤلاء فإن هؤلاء غاية كفرهم أن يجعلوه مثل المخلوقات، وهؤلاء يجعلون الوجود خالقا ومخلوقا واحدا، بل كفر كل كافر جزء من كفر الاتحادية؛ ولهذا لما قيل لرئيسهم: أنت نُصَيْرِيّ؟ فقال: نُصَيْرٌ جزء مني وقد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المرسلين أن من قال عن أحد من البشر: إنه جزء من الله، فإنه كافر في جميع الملل.

حكم الاتحادية في الدنيا والآخرة ولكن ابن عربي وأمثاله منافقون زنادقة والاتحادية في الدرك الأسفل من النار إذا ماتوا على ذلك، ما يفعل بالاتحادية في الدنيا مع الدليل؟ يعامل الاتحادية معاملة المنافقين والمنافقون يعاملون معاملة المسلمين لإظهارهم الإسلام في الدنيا كما كان يظهر المنافقون الإسلام في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يعاملهم معاملة المسلمين لما يظهر منهم؛ لأن الاتحادية يخفون كفرهم لهم مؤلفات يظهرون أنهم قد يصلون مع الناس؛ ولو أظهر أحد منهم ما يبطنه من الكفر لأجرى عليه حكم المرتد، وهو القتل وعدم تغسيله ودفنه مع المسلمين.

حكم قبول توبة الاتحادي والزنديق، الاتحادي زنديق فهل تقبل توبته؟ في قبول توبة الزنديق والاتحادي زنديق منافق خلاف، ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أخذ قبل التوبة، إذا أخذ قبض عليه لا بد أن يجرى عليه حكم المرتد ولا يقبل منه.

وأما إذا أخذ بعد التوبة ففيها خلاف، بعضهم قال: تقبل توبته وهي رواية المعلى عن أبي حنيفة، وهذا في أعمال الدنيا وحكمه حكم المرتد يقتل كفرا ولا يدفن في مقابر المسلمين.

من العلماء من قال تقبل، ومن العلماء من قال: لا تقبل توبة المنافق وتوبة من سب الله وسب الرسول أو استهزء بالله أو بالرسول أو بدينه والساحر، كل هؤلاء يقتلون ولا تقبل توبتهم في الدنيا، أما في الآخرة فأمرهم إلى الله من صدق مع الله صدقه الله، وأما في الآخرة فإن كان مخلصا قبلت توبته، وإن لم يعلم منه إخلاصه لم تقبل توبته.

أما في الدنيا فإنه يعامل معاملة المرتد إذا أخذ قبل التوبة، أما إذا ادعى التوبة ثم سلم نفسه ففيه الخلاف هذا على حسب اجتهاد الحاكم، إما أن يقبل توبته وإما ألا يقبلها.

مذهب أهل الاستقامة وأدلتهم: أهل الاستقامة يوصون بمتابعة العلم ومتابعة الشرع عن طريق الوحي لا الوهم ويعتقدون أن النبوة أخص من الولاية والرسالة أخص من النبوة فكل رسول نبي وكل نبي ولي، ولا عكس فليس كل نبي رسولا وليس كل ولي نبيا، أدلتهم على أن الله أوجب على الخلق متابعة الرسل أولا قول الله -تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (6) .

وجه الدلالة: أن الله أوجب طاعة الرسول وأمر بطلب الاستغفار منه وأخبر أن من لم يُحَكِّم الرسول في النزاع فليس بمؤمن.

ثانيا: قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) وجه الاستدلال أن الله أخبر أن محبة الله لا تحصل إلا بمتابعة الرسول.

قف على كراماتهم وإلى هنا نكتفي وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح ونأخذ المهم من الأسئلة، وغدا إن شاء الله يكون الدرس بعد المغرب وبعد العشاء، وإن شاء الله نكمل العقيدة الطحاوية، وفق الله الجميع لطاعته.

س: أحسن الله إليكم هل يوصف الله بالتردد كما في الحديث القدسي « وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن… »(8) الحديث؟

ج: نعم كما وصفه الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكن هذا التردد ليس كتردد المخلوق الذي يدل على الضعف، ولكنه تعارض الإرادتين كما بين في الحديث، فالله تعالى يريد ما يريده عبده المؤمن، والمؤمن يكره الموت، فالله يريد ما يريده عبده المؤمن، ولكن الله قضى وقدر أنه يموت، فهذا تعارض إرادتين إرادة الموت؛ لأن الله قدره، وإرادة ما يريده العبد وهو كراهة الموت ولا ينافي هذا التردد ترجيح إحدى الإرادتين؛ لأن الموت لا بد منه نعم.

س: أحسن الله إليكم صفتا الحياة والقيومية من أيّ أنواع الصفات؟

ج: من الصفات الذاتية الملازمة للرب -سبحانه وتعالى- لا تنفك عن الباري في الحياة نعم.

س: أحسن الله إليكم: في قول عمر: لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته" هل يدل على أن أبا عبيدة أفضل من عثمان وعلي؟

ج: لا يدل ما أدري عن صحة الحديث لكن هذا إن صح فمعناه بيان فضل أبو عبيدة وأبو عبيدة من العشرة المشهود لهم بالجنة.

س: أحسن الله إليكم: هل هناك ثمرة من الخلاف في مسألة ثبوت خلافة أبي بكر بالاختيار أو بالنص؟

ج: نعم ثمرة الخلاف معرفة ما جاء في النصوص، وكذلك أيضا معرفة الحكم الشرعي في اختيار الخليفة. نعم.

س: أحسن الله إليكم: يقول السائل ما قولكم في التفريق بين اليأس والقنوط، نعم؟ ما قولكم في التفريق بين اليأس والقنوط؟

ج: اليأس هو القنوط اليأس من رحمة الله هو القنوط، فاليائس قانط والقانط يائس متقاربان مترادفان أو متقاربان قد يكون بعضهم أشد، وإلا كل منهما فيه يأس من روح الله اليأس قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (9) وقال ﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (10) فاليائس كافر والقانط ضال ضلال الكفر فهو المعنى واحد مترادفان أو متقاربان، الفرق بينهما كالفرق بين الخوف والخشية نعم.

س: أحسن الله إليكم: هل قول الطحاوي: ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله فيه موافقة لقول مرجئة الفقهاء؟

ج: نعم قوله: لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب إلا أن يستحله سبق الكلام في هذا والمذاهب في المسألة، وأن قوله لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب لم يستحله، هذا قول أهل السنة بذنب ما لم يستحل الذنب، يعني بذنب دون الكفر لا بد من هذا القيد لا نكفر أحد من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، والمراد من أهل القبلة من التزم بالإسلام والتوحيد ولم يأت ناقضا من نواقض الإسلام هذا لا يكفر إلا إذا فعل ناقضا من نواقض الإسلام هذا قول أهل السنة العبارة تحتاج إلى قيد، لكن الطحاوي من أهل السنة يضم بعضه إلى بعض نعم.

يحمل على أن مقصوده ما يحتاج إلى استحلال ليس المراد أنه يعني يستحل الزنا أو يستحل السرقة أو شرب الخمر هذه المعاصي كفر، أما من لم يستحلها فلا يكفر بهذا الذنب. نعم، هذا معروف مسألة عموم السلب وسلب العموم كل ذنب لا نكفر به هذا مذهب المرجئة، لا نكفر بكل ذنب هذا مذهب أهل السنة، بل الذنوب التي يستحلها يكفر بها، والتي لا يستحلها لا يكفر بها. نعم.

س: أحسن الله إليكم: في قول الطحاوي والأمن والإياس هل هذا على إطلاقه أم لا بد من تقييده بالأمن والإياس الكفريان أيش؟ هل هذا على إطلاقه في الأمن والإياس أم لا بد من تقييده بالأمن والإياس الكفريين. الكليين؟ الكفريين؟

ج: الأمن والإياس لا يكونان إلا كفريين، ما هناك تقيد لا كما قال الطحاوي الأمن والإياس ينقلان من ملة الإسلام، وكما سمعت ارجع إلى الكلام الأول الذي قلناه قلنا: إن الآمن من مكر الله ليس خائف ما عنده خوف، وإذا ما كان عنده خوف يفعل جميع المنكرات ويترك جميع الواجبات وكونه مصدق بقلبه ما يكفي.

وكذلك اليائس المتشائم يائس من رحمة الله يرى أنه لا يفيده أي شيء فلا يفعل واجبات مطلقا؛ لأنه متشائم ولأنه عبد الله لم يعبد الله بالخوف والرجاء فلا يكون إيمان إلا بالخوف والرجاء. نعم.

س: أحسن الله إليكم: هل يكفر من قال إحدى هذه الأمور القول بخلق القرآن أو الوجودية؟

ج: القول بخلق القرآن نعم: من قال القرآن مخلوق كفر، قال الإمام أحمد وأهل السنة قالوا: من قال القرآن مخلوق كافر، هذا قول المعتزلة هذا على العموم، أما فلان ابن فلان إذا قال القرآن مخلوق لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة لكن على العموم من قال القرآن مخلوق كافر، من أنكر علم الله وأن الله يعلم كل شيء كفر، لكن فلان ابن فلان قال القرآن مخلوق ما ندري حاله نقوله المقالة كفرية والشخص لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة، إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة تكفير على العموم، من قال القرآن مخلوق كافر أما فلان ابن فلان قال القرآن مخلوق نقول: المقالة كفرية والشخص لا يكفر إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع نعم.

س: من قال إن الله في كل مكان موجود؟

ج: كذلك هذا قول الحلولية كفر كفَّره العلماء من قال: إن الله في كل مكان كفر. نعم.

س: من أنكر اليد أو العين لله -سبحانه وتعالى-؟

ج: نعم من أنكر صفة من صفات الله كفر، أما إذا أولها فهذا قد يدرأ عنه الكفر، إذا أول اليد بالقدرة أو النعمة كما أول المعتزلة وغيرهم، هذا محل كلام لأهل العلم منهم من كفر المعتزلة أو لا لكن من جحد أنكر لله قال الله تعالى ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (11) ويقول لا ليس لله يدان هذا كافر جاحد مكذب لله نعم كذلك أنكر العين بعد بلوغ بعد أن يبلغه حديث الدجال « إن ربكم ليس بأعور »(12) تقوم عليه الحجة فإنه يكفر نعم.

س: أحسن الله إليكم ألا يكون قول المؤلف: ولا يَخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه من المتشابه فنرده الى المحكم من قوله: ولا نكفر أحد من أهل القبلة… إلى آخره؟

ج: نرده إلى قوله هو الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان فعرف الإيمان هذا عرف الإيمان، ما دام عرف الإيمان بأنه التصديق والكفر هو الجحود قال: لا يخرج من الإيمان إلا بجحود التصديق هذا كلامه يرد بعضه إلى بعض، معروف أنه يقرر مذهب المرجئة هذا مذهب الأحناف نعم.

س: أحسن الله إليكم من عرف عنه سب الدين أو الاستهزاء به هل ينطبق عليه أحكام الكفار في عدم تغسيله والصلاة عليه؟

ج: نعم إذا عرف أنه مات على سب الله أنه يسب الله وقامت عليه الحجة، ولو لشبهة ويكون عقله معه كما أن مع المكفرات الإنسان يكون عاقل، أما إذا كان غاب عقله مجنون أو كان سكران ثم تكلم بكلمة الكفر، أو كان صغير دون التمييز، أو جاهل مثله يجهل هذا ما قامت عليه الحجة هذا لا يكفر لا بد أن يكون عالم يعلم بهذا مثله لا يجهل هذا الشيء.

أما إذا كان عاش في بلاد بعيده ثم تكلم فقال الزنا حلال أو الربا حلال في مجاهيل ما سمع عن الإسلام، هذا لا بد أن تقوم عليه الحجة، أو كان مجنون تكلم بكلمة الكفر لا يؤاخذ؛ لأنه غير مكلف أو سكران تكلم بكلمة الكفر لا يؤاخذ على الصحيح أو صغير دون التمييز هذا لا يؤاخذ؛ لأنه غير مكلف أو إنسان ما قصد قال كلمة الكفر قال سبق لسان بسبب الدهشة كالرجل الذي يقول: « اللهم أنت ربي وأنا عبدك. . »(13) هذه كلمة كفرية يخاطب ربه لكن قالها عن دهشة سبقة لسان ما قصد نعم.

س: أحسن الله إليكم يحدث أحيانا عندما تنصح شخصا بعمل واجب أو ترك محرم أن يقول الإيمان في القلب فكيف يرد على من هذا حاله وفقكم الله؟

ج: نعم نقول له: إذا كان الإيمان في القلب انعكس هذا على الجوارح ونقول أيضا الكفر في القلب والنفاق في القلب، الإيمان في القلب والكفر في القلب، فإذا صلح القلب صلحت الجوارح عندنا علاقة فإذا كان في قلبك إيمان لا بد أن تنقاد الجوارح كلها تصلي تصوم تؤدي الفرائض تنتهي عن المحرمات، فإذا لم تعمل بالمرة مطلقا فتكفر هذا كفر وردة ما يكفي الإيمان في القلب.

أما إذا كان يعمل ولكن يفعل بعض المحرمات نقول هذا إيمانه ضعيف دليل على أن الإيمان الذي في قلبك ضعيف، الدليل كونك تزني كونك تسرق كونك ترابي هذا؛ لأن إيمانك ضعيف، أما إذا كان يقول: الإيمان في القلب ولكن لا يصلي ولا يصوم ولا يعمل شيء من الأعمال. نقول: هذا غير منقاد، إيمانك كإيمان فرعون وإيمان إبليس ما في فرق بين إيمانك وإيمان إبليس وفرعون إبليس مصدق، وفرعون مصدق ما يعملوا وأنت لا تعمل، هذا دليل على أنه ليس في قلبك إيمان، لو كان في قلبك إيمان انقادت الجوارح بالعمل، أما إذا كانت الجوارح تعمل لكن يفعل بعض المحرمات ويترك بعض الواجبات نقول هذا دليل على أن إيمانك ضعيف نعم.

س: أحسن الله إليكم هل يوجد دليل يصرح بنقص الإيمان؟

ج: نعم هو كما سمعت الأدلة التي سقناها « لا يؤمن أحد … »(13) الحديث. « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين »(14) هذا لا يؤمن يعني لا يؤمن الإيمان الكامل، وإلا لو أحب يعني قدم محبتهم على محبة الرسول فهو ضعيف الإيمان كذلك أيضا « النساء ناقصات عقل ودين »(15) والدين هو الإيمان « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله »(16) فإذا ذهبت بعض الشعب ينقص الإيمان الشعب الواجبة ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (17) « لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه »(18) هذا ناقص الإيمان، لا يؤمن الإيمان الكامل الإيمان الواجب يعني الذي لا يأمن جاره بوائقه كافر وإلا ضعيف الإيمان ناقص الإيمان وهكذا نصوص كثيرة لا حصر لها، نعم.

س: يقول ثبت في حديث أسامة بن زيد أنه لما قتل أحد المشركين في معركة لما قال: لا إله إلا الله، وقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- « أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ قال: ما قالها إلا خائفا من السيف. فقال الرسول: هل شققت عن قلبه »(19) نرجو تعليقكم على هذا الحديث وفقكم الله؟

ج: نعم وذلك لأن الكافر الذي لا ينطق بالشهادتين إذا نطق بالشهادتين يجب الكف عنه، يجب الكف عنه إذا قال أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله يجب الكف عنه، ثم بعد ذلك ننظر إن التزم بالإسلام فالحمد لله، وإن لم يلتزم صار مرتدا، ثم يقتل بعد ذلك، فأسامة -رضي الله عنه- لما رفع السيف عليه قال: لا إله إلا الله اجتهد أسامة -رضي الله عنه- ظن أنه قال تعوذا من السيف خوفا من السيف فلما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- شدد عليه، وقال: « أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال يا رسول الله قالها: تعوذا قال: أشققت عن قلبه »(20) .

هل شققت عن قلبه هل تدري أقالها تعوذا أو قالها صدقا قال أسامة: « حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت يومئذ »(21) ولذلك -رضي الله عنه- انتفع بذلك حتى إنه -رضي الله عنه- ما شارك في قتل في القتال الذي دار بين الصحابة بين معاوية وعلي من أجل هذا الحديث من أجل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له هذا.

فهذا الكافر إذا نطق بالشهادتين يُكَفُّ عنه، هذا دليل على الإيمان، ولا تقول إنه قالها ما هو صادق، ما الذي يدريك أنه غير صادق؟ انظر اصبر فإن التزم بالإسلام فالحمد لله صار مؤمنا، وإن فعل ما هو كفر قتل بعد ذلك. نعم.

س: أحسن الله إليكم جاء في الحديث: « أن الله تعالى يخرج بعد الشفاعة من قال لا إله إلا الله »(22) فهل يدخل فيه الذي لا يصلي وجزاكم الله خير؟

ج: الصواب أن من قال لا إله إلا الله يعني قالها عن صدق وإخلاص وأتاها من قال لا إله إلا الله بشروطها؛ لأنه جاء في بعض الأحاديث « من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه »(23) وفي بعضها « مخلصا »(24) وفي بعضها « صادقا من قلبه »(25) وفي بعضها « من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله »(26) يعني لم يشرك بالله والنصوص يضم بعضها إلى بعض ولا بد من الإتيان بشروطها.

والصلاة من شروط لا إله إلا الله شرط لصحة التوحيد من لم يصل ليس بموحد مشرك؛ لأن من شرطها لأن الصلاة شرط في صحة الإيمان، والتوحيد من لم يوحد من لم يصل لم يوحد ولم يؤمن ولا تنفعه قول لا إله إلا الله، قول لا إله إلا الله إنما ينفع من أتى بشروطها، ومن شروطها الصلاة هذا هو الصواب الذي عليه المحققون. وفق الله الجميع لطاعته ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.


(1) سورة النمل: 14
(2) سورة آل عمران: 7
(3) البخاري : المناقب (3535) , ومسلم : الفضائل (2286) , وأحمد (2/312).
(4) سورة يونس: 62 - 63
(5) سورة الأنعام: 124
(6) سورة النساء: 64 - 65
(7) سورة آل عمران: 31
(8) أحمد (6/256).
(9) سورة يوسف: 87
(10) سورة الحجر: 56
(11) سورة المائدة: 64
(12) البخاري : الفتن (7131) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2933) , والترمذي : الفتن (2245) , وأبو داود : الملاحم (4316) , وأحمد (3/290).
(13)
(14) البخاري : الإيمان (15) , ومسلم : الإيمان (44) , والنسائي : الإيمان وشرائعه (5013) , وابن ماجه : المقدمة (67) , وأحمد (3/207) , والدارمي : الرقاق (2741).
(15) البخاري : الحيض (304) , ومسلم : الإيمان (80).
(16) البخاري : الإيمان (9) , ومسلم : الإيمان (35) , والترمذي : الإيمان (2614) , والنسائي : الإيمان وشرائعه (5005) , وأبو داود : السنة (4676) , وابن ماجه : المقدمة (57) , وأحمد (2/414).
(17) سورة الأنفال: 2
(18) مسلم : الإيمان (46) , وأحمد (2/288).
(19) البخاري : الديات (6872) , ومسلم : الإيمان (96) , وأبو داود : الجهاد (2643) , وأحمد (5/207).
(20) البخاري : الديات (6872) , ومسلم : الإيمان (96) , وأبو داود : الجهاد (2643) , وأحمد (5/200).
(21) البخاري : المغازي (4269) , ومسلم : الإيمان (96) , وأبو داود : الجهاد (2643) , وأحمد (5/200).
(22) مسلم : الإيمان (191) , والترمذي : صفة جهنم (2597) , وأحمد (3/345).
(23) البخاري : العلم (99) , وأحمد (2/373).
(24) أحمد (2/307).
(25) أحمد (5/229).
(26) مسلم : الإيمان (23).


 مواد ذات صلة: