شرح الفتوى الحموية
علامة الوارث حقيقة هدي النبي أن يحصل له كما حصل للنبي من ابتلاء
علامة الوارث حقيقة هدي النبي أن يحصل له كما حصل للنبي من ابتلاء

علامة الوارث حقيقة هدي النبي أن يحصل له كما حصل للنبي من ابتلاء

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن والاه.

قال المصنف رحمه الله تعالى:

قالوا: وهذه علامة الإرث الصحيح والمتابعة التامة، فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه اعتقادا واقتصادا وقولا وعملا؛ فكما أن المنحرفين عنه يسمونهم بأسماء مذمومة مكذوبة وإن اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة، فكذلك التابعون له على بصيرة، الذين هم أولى الناس به في المحيا والممات باطنا وظاهرا.


بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

يقول المؤلف: قالوا أي السلف الذين تقدم ذكر قولهم أن كل من خالف السلف وصفهم بالوصف الذي يعارض قولهم كما كانت قريش تسمي النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسماء مكذوبة، تسميه كاهن، شاعر، ساحر.

يقول: وهذه علامة الإرث الصحيح.

علامة الوارث حقيقة هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- المقتفي سنته لا بد أن يحصل له كما حصل له عليه الصلاة والسلام، وهذه علامة الإرث الصحيح والمتابعة التامة.

لا شك أن الإنسان كلما كان أكثر متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم كلما اشتد البلاء به، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- جاء في الحديث « أن المرء يبتلى على قدر دينه »1 « وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل »2 .

يقول: فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتقادا واقتصادا وقولا وعملا.

اعتقادا معروف، والاقتصاد هو الاستقامة على الطريق باعتدال ووسطية. وقولا وعملا، فكما أن المنحرفين عنه، عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن منهجه يسمونه بأسماء مكذوبة مذمومة يسمون النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسماء مكذوبة ومذمومة وإن اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة.

يعني حتى ولو وجد من اعتقد أن هذا الوصف صادق في وصفه مثلا للنبي -صلى الله عليه وسلم- أو لأتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- بناء على عقيدته الفاسدة، فكذلك التابعون له على بصيرة الذين هم أولى الناس به في المحيا والممات باطنا وظاهرا.

كذلك كل من اقتدى واقتفى أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- نعم، فسيحصل له ما للنبي -صلى الله عليه وسلم- فسيجد من يطلق عليه أوصافا وألقابا مكذوبة؛ لأجل أن ينفر الناس عنه.

فكفار قريش لما وصفوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسحر والكهانة والكذب قصدوا من ذلك تنفير الناس عنه.

كذلك أتباعهم سيجدون من يناوئه ويلصق بهم هذه التهم المكذوبة كما هي الحال الآن، في وقتنا يطلق على المتمسك بالسنة المتمسك بدينه متزمت متشدد متطرف، نعم. لكن هذه الألقاب لا تضر ولا تؤثر في إيمان المؤمن الحق؛ لأنه ما دام هذا الطريق هو الطريق الصحيح فلا يعبأ الإنسان بما اعترض له في طريقه هذا. نعم.

1 : الترمذي : الزهد (2398) , وابن ماجه : الفتن (4023) , وأحمد (1/180) , والدارمي : الرقاق (2783).
2 : الترمذي : الزهد (2398) , وابن ماجه : الفتن (4023) , وأحمد (1/180) , والدارمي : الرقاق (2783).


 مواد ذات صلة: