شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل
السنة اللازمة

السنة اللازمة

ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه، والإيمان بها، لا يقال: لم ولا كيف، إنما هو التصديق والإيمان بها، ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كُـفِيَ ذلك وأُحكِمَ له، فعليه الإيمان به والتسليم له، مثل حديث الصادق المصدوق.


نعم. المؤلف رحمه الله يقول: "من السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره" من السنة اللازمة التي يجب على الإنسان أن يؤمن بها ويكون من أهلها، والتي إذا ترك الإنسان منها خصلة ولم يقبلها لم يكن من أهلها الإيمان بالقدر خيره وشره، من السنة اللازمة الإيمان بالقدر، هذه السنة من ترك خصلة منها ولم يقبلها ولم يكن من أهلها، لم يكن من أهلها من ترك خصلة منها لم يقبلها ويؤمن بها فإنه لا يكون من أهل السنة؛ الإيمان بالقدر.

والإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان، الإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان الستة التي من لم يؤمن بها أو جحد واحدًا منها فإنه يخرج من دائرة الإيمان ويكون من الكافرين، أصول الإيمان ستة: "وهي الإيمان بالله، والثاني الإيمان بالملائكة، والثالث الإيمان بالكتب المنزلة، والرابع الإيمان بالرسل، والخامس الإيمان باليوم الآخر، والسادس الإيمان بالقدر خيره وشره " هذه الأصول الستة جاءت في الكتاب والسنة، وأجمع عليها المسلمون، وآمن بها جميع الأنبياء والمرسلين، ولم يجحد شيئًا منها إلا من خرج عن دائرة الإسلام وصار من الكافرين.

هذه الأصول دل عليها كتاب الله قال الله تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾(1) وقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾(2) هذه خمسة أصول، والإيمان بالقدر في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾(3) ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾(4) وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾(5) فجعل الكفر هو الكفر بهذه الأصول فدل على أن الإيمان هو الإيمان بهذه الأصول.

ومن السنة: حديث جبرائيل في مجيئه للنبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، ثم سأل عن الإسلام، ثم سأل عن الإيمان، ثم سأل عن الإحسان، ثم سأله عن الساعة، ثم سأله عن أماراتها، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: « أتدرون من السائل قالوا الله ورسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم »(6) فجعل الدين ثلاث مراتب: الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان. لما سأله عن الإيمان قال: « الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره »(6) إذًا الإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان من لم يؤمن بالقدر فليس بمؤمن.

والإيمان بالقدر يتضمن الإيمان بمراتبه الأربع وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة والإرادة، والخلق والإيجاد، هذه مراتب القدر الأربع التي من لم يؤمن بها لم يؤمن بالقدر: "العلم، والكتابة، والمشيئة والإرادة، والخلق والإيجاد".

الإيمان بالمرتبة الأولى وهي العلم، يشمل الإيمان بعلم الله الأزلي الماضي الذي ليس له بداية؛ لأن الله تعالى هو الأول الذي لا بداية لأوليته، كما أنه الآخر الذي لا بداية لآخريته، العلم الأزلي العلم؛ لأن الله علم الأشياء في الأزل قبل كونها، والعلم بالأشياء الحاضرة، والعلم بالأشياء المستقبلة، والعلم بما لم يكن لو كان كيف يكون، قال الله تعالى عن الكفار لما سألوا الرجعة إلى الدنيا قال الله: ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾(7) هذا لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، هذا علم الله بما لم يكن لو كان كيف يكون، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾(8) أخبر الله أنه بما لم يكن لو كان كيف يكون، "لو": ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾(8) .

وقال عن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ﴾(9) ماذا يحصل؟ هم ما خرجوا ما خرجوا الآن ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾(10) هذه مفاسد، من حكمة الله أنه منعهم من الخروج "ثبطهم" لئلا تحصل هذه المفاسد، هم ما خرجوا، لكن علم الله لو خرجوا ماذا يحصل ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾(10) .

فالمرتبة الأولى من مراتب القدر: العلم؛ العلم في الأزل في الماضي، والعلم في الحاضر، والعلم في المستقبل، والعلم بما لم يكن لو كان كيف يكون.

المرتبة الثانية: الكتابة؛ الإيمان بالكتابة، وأن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ، الإيمان بأن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ، ما الذي كتب؟ كل شيء؛ الذوات والصفات والأفعال والحركات والسكون والأرزاق، والأعمال والأخلاق والسعادة والشقاوة والفقر والغنى والإعزاز والإذلال والحياة والموت، حتى العجز والكيس، الكسل كل شيء مكتوب.

والدليل على هذه المرتبة أدلة، قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ﴾(11) وهو اللوح المحفوظ، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾(12) ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾(13) وقال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ ﴾(14) وهو اللوح المحفوظ، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾(15) الذكر هو اللوح المحفوظ، وقال عليه الصلاة والسلام: « وكتب في الذكر كل شيء »(16) وهو اللوح المحفوظ، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾(17) وهو اللوح المحفوظ، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام مسلم من حديث عبد الله بن عمرو: « كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء »(18) وقال عليه الصلاة والسلام فيما ثبت أيضًا في صحيح مسلم: « أول ما خلق الله القلم قال له اكتب، قال: يا رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة »(19) وفي لفظ: « فجرى في تلك الساعة ما هو كائن إلى يوم القيامة »(20) .

هاتان المرتبتان من لم يؤمن بهما لم يؤمن بالقدر، وهاتان المرتبتان أنكرتهما طائفة القدرية الأولى الذين ظهروا في عصر الصحابة، فكفرهم الصحابة ابن عمر وغيره؛ لأنهم نسبوا الله إلى الجهل، وانقرضوا وانتهوا، وهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي -رحمه الله- وغيره: ناظروا القدرية بالعلم، فإن أقروا به خصموا، وإن أنكروه كفروا.

المرتبة الثالثة: الإرادة والمشيئة، الإرادة الكونية؛ لأن الإرادة نوعان: دينية، وكونية. المراد الإرادة الكونية المرادفة للمشيئة، وهو الإيمان بأن الله أراد وشاء كل شيء وقع في هذا الوجود، تؤمن بأن كل شيء وقع في هذا الوجود سبقت به إرادة الله ومشيئته، خيرًا أو شرًّا، برًّا أو فجورًا، طاعة أو معصية، إيمانًا أو كفرًا، كل شيء وقع في هذا الوجود وقع بمشيئة الله وقدرته، لا يقع في ملك الله ما لا يريد، ولكنه مبني على الحكمة، مبني على الحكمة، فالله تعالى لا يخلق شيئا إلا لحكمة، لا يخلق إلا لحكمة، ولا يأمر إلا لحكمة، ولا ينهى إلا لحكمة , ولا يقدر إلا لحكمة، ولا يأمر إلا لحكمة ولا ينهى إلا لحكمة: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾(21) فهل يقع في ملك الله ما لا يريد؟! ما يقع في ملك الله ما لا يريد.

ولهذا لما أنكر القدرية وقوع المعاصي، والكفر بمشيئة الله، رد عليهم أهل السنة، وقالوا: أنتم وصفتم الله بالعجز، فقلتم إنه يقع في ملكه ما لا يريد؛ يكون عاجزًا، عاجزا عن أن يدفع شيئًا لا يريده. وهذا من أبطل الباطل، ولكن ما يقع في ملك الله، ما يقع من الشرور والمعاصي والكفر هذه مرادة لا لذاتها، بل مرادة لما يترتب عليها من الحكم.

فالله أراد وقوع الكفر والمعاصي كونًا وقدرًا، ولكن ما أراده دينًا وشرعًا؛ لما يترتب عليه من الحكم، من الحكم ظهور قدرة الله على المتقابلات؛ فالكفر يقابله الإيمان، والمعصية تقابلها الطاعة، كما ظهرت قدرة الله في وجود المتقابلات؛ فالليل يقابله النهار، والحر يقابله البرد، والحلو يقابله الحار، ومنها حصول العبودية المتنوعة لولا خلق الله للكفر والمعاصي لما وجدت عبوديات متنوعة؛ عبودية الجهاد في سبيل الله.

لو كان الناس كلهم مؤمنون أين عبودية الجهاد في سبيل الله؟ أين عبودية الولاء والبراء؟ أين عبودية الدعوة إلى الله؟ أين عبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أين عبودية الولاء والحب في الله والبغض في الله، والولاء والبراء؟ فهذه مرادة لا لذاتها بل لشيء آخر؛ لما يترتب عليها من الحكم؛ فالله أرادها كونًا وقدرا، ولكنه لم يردها دينًا وشرعًا، يكرهها؛ الكفر والمعاصي.

ولله المثل الأعلى: المريض الذي يصرف له الطبيب دواء مرًّا علقم فيقول له: اشرب هذا الدواء، هذا الدواء فيه شفاؤك وعافيتك بإذن الله، فيقدم المريض على شرب الدواء المر يقدم طائعًا مختارًا، لماذا؟ هل لذاته، لذات الدواء المر؟ لا. الدواء المر مكروه، لكن لما يترتب عليه من الشفاء، فهو مراد لا لذاته، بل لشيء غيره، كذلك الله سبحانه وتعالى أراد الكفر والمعاصي لا لذاتها الكفر والمعاصي مكروها لله دينًا وشرعًا، لكن لما يترتب عليها من الحكم والأسرار، بهذا ولهذا ضل القدرية.

المرتبة الرابعة: الخلق والإيجاد، الخلق والإيجاد، أنكر القدرية عموم الخلق والإيجاد فقالوا: إن الله ما خلق الكفر والمعاصي، العبد هو الذي خلق الكفر والمعاصي. فرد عليهم أهل السنة. القدرية المتوسطة القدرية الثانية آمنوا بالعلم والكتاب، ولكنهم أنكروا عموم الإرادة والمشيئة وعموم الخلق، فأخرجوا أفعال العباد، وقالوا: إن الله ما أراد أفعال العباد ولا خلقها من الطاعات والمعاصي؛ فرارًا من القول بأن الله قدر المعاصي ويعذب عليها لئلا يكون ظالمًا في زعمهم.

وهذا باطل؛ لأن الذي ينسب إلى الله الخلق والإيجاد وهذا مبني على الحكمة، فيكون خيرًا بالنسبة لله؛ لأنه خلق لحكمة لكنه شر بالنسبة للعبد، الكفر والمعاصي شر بالنسبة للعبد الذي باشر المعاصي وفعلها فيتضرر ويعذب عليها، والذي ينسب إلى الله الخلق والإيجاد فهو مبني على الحكمة.

فهؤلاء القدرية القدرية النفاة طائفتان:

الطائفة الأولى: الذين أنكروا العلم والكتاب، وهؤلاء كفرة، وانقرضوا.

والطائفة الثانية: الذين آمنوا بالعلم والكتاب وآمنوا بالإرادة والخلق، ولكن أنكروا عموم الإرادة وعموم الخلق وأخرجوا منها أفعال العباد.

وهناك طائفة أخرى من القدرية تسمى القدرية المجبرة وهم الجبرية: الذين قالوا: إن العباد مجبورون على أفعالهم، وليس لهم اختيار، فالله تعالى أجبرهم على أفعالهم فهم وعاء؛ وعاء للأفعال، وحركاتهم كلها اضطرارية كحركة المرتعش وحركة النائم، فهم وعاء تمر عليهم الأفعال والله تعالى هو الذي يفعلها بهم، هكذا يقولون، فيقولون: إن أفعال العباد كالكوز الذي يصب فيه الماء، فالعباد كأنهم كوز والله كصباب الماء فيه، هكذا يقولون، فيقولون: إن الله هو المصلي والصائم وهو الفاعل، وهؤلاء يقولون: إن العباد مجبورون على أفعالهم، ولا اختيار لهم، ولا يمكن أن يفعلوا شيئًا غير ما أراد الله، ويقول قائلهم: ألقاه في اليم مكتوفًا، وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء. فهؤلاء يقال لهم: "القدرية الجبرية".

فهولاء القدرية الجبرية طائفتان أيضًا:

طائفة مشركية: الذين يحتجون بالقدر على المعاصي، كالمشركين عندما قالوا: ﴿ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا ﴾(22) .

والثانية: الطائفة الإبليسية؛ الذين ينتسبون إلى إبليس؛ الذين يقولون: إن الله قدر كل شيء وأراد كل شيء لكن الله ظالم، والعياذ بالله؛ ظلم العباد.

فهؤلاء والعياذ بالله الإبليسية هم الذين آمنوا بالأوامر والنواهي، وآمنوا بالقدر، والمشركية آمنوا بالقدر ولم يؤمنوا بالأوامر، والطائفة المجوسية آمنوا بالأوامر ولم يؤمنوا بالقدر.

فتكون القدرية بعد الطائفة القدرية الذين انقرضوا وهم كفار ثلاثة أنواع: قدرية مجوسية، وقدرية مشركية، وقدرية إبليسية. فالقدرية المجوسية: الذين يقولون: إن الله قدر كل شيء إلا أفعال العباد، وخلق كل شيء إلا أفعال العباد، والعباد هم الذين يخلقون أفعالهم باختيارهم مستقلين، فالخير والشر والطاعات والمعاصي العبد هو الذي يخلقها، وما عداه فالله هو الخالق؛ وسموا مجوسية لمشابهتهم بالمجوس، المجوس يقولون بخالقين؛ يقولون العالم له خالقان: خالق للخير وهو النور، وخالق للشر وهو الظلمة. والقدرية يقولون: كل عبد يخلق فعل نفسه، فقالوا بتعدد الخالق وشابهوا المجوس؛ فلهذا سموا مجوسية، لمشابهتهم المجوس في القول بتعدد الخالق. لكن المجوسية -المجوس- قالوا بتعدد؛ خالقين، قالوا: العالم له خالقان الخير والشر. والقدرية كم خالق؟! ملايين، بعدد الناس كل إنسان يخلق فعل نفسه من الطاعات والمعاصي، لكن لما وافقوهم في التعدد والقول بتعدد الخالق سموا مجوسية، هؤلاء يؤمنون بالأوامر والنواهي ويقولون بالتكاليف، العباد مأمورون ومنهيون ومجازون ومحاسبون، لكن أنكروا القدر فقالوا: إن أفعال العباد ما أرادها الله ولا خلقها.

الطائفة المشركية: بالعكس؛ يعني هذه الطائفة المجوسية آمنوا بالشرع بالأوامر والنواهي وكذبوا بالقدر، والطائفة المشركية: كذبوا بالشرع، وآمنوا بالقدر؛ قالوا: إن الإنسان مجبور على أفعاله، وكل شيء مقدر، والشرع، عارضوا الشرع بالقدر وقالوا: إذا أمرك الله بالصلاة ولم تصل فأنت مع القدر، كذبوا بالأوامر وعملوا بالقدر؛ أنت مجبور على أفعالك؛ ولهذا سموا مشركية لأنهم يحتجون بشركهم بمعاصيهم على الشرع، قال الله تعالى عن المشركين: ﴿ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾(23) احتجوا بأيش؟ احتجوا بشركهم على الله على الشرع، فهؤلاء سموا مشركية لأنهم آمنوا بالقدر وكذبوا بالشرع. والمجوسية. آمنوا بأيش؟ آمنوا بالشرع وكذبوا بالقدر.

أيهما أشد؟ القدرية المشركية أشد، والقدرية المجوسية أخف لأن القدرية المجوسية يعظمون الشرع، يعظمون الأوامر والنواهي، يلزمون بها، عظموا الشرع الأوامر والنواهي، لكن تكذيبهم بالقدر؛ بالقول بأن العبد يخلقها بنفسه. أما القدرية المشركية وهم الجبرية، فهم لم يؤمنوا بالشرع، آمنوا بالقدر وكذبوا بالشرع، ومن آمن بالشرع معناها على قول الجبرية: تكون الرسل والكتب عبثا، كذبوا آمنوا بالقدر وكذبوا بالشرع.

الطائفة المجوسية الذين شيخهم إبليس، آمنوا بالأمرين: آمنوا بالشرع وآمنوا بالقدر، لكن قالوا الرب متناقض، يأمر بشيء ويقدر ضده، قبحهم الله، فقالوا الرب متناقض، فهؤلاء الطائفة الإبليسية، شيخهم إبليس، وقدموا إبليس الذي اعترض على الله، لما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ماذا قال إبليس شيخهم؟ رفض وامتنع واستكبر، قال: ما أسجد لآدم، لماذا لا تسجد يا إبليس لآدم؟ قال: ما يمكن أن أسجد لآدم، عنصري أحسن من عنصر آدم، كيف عنصري النار، وعنصر آدم الطين والنار أحسن من الطين وأفضل، ولا يمكن أن يخضع الفاضل للمفضول: ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾(24) أول من اعترض على الله، وأول من قاس قياسا فاسدًا إبليس، أول من قاس قياسا فاسدا إبليس، هؤلاء الطائفة الثالثة الإبليسية: آمنوا بالشرع وآمنوا بالقدر، آمنوا بالأوامر والنواهي، وآمنوا بالقدر، ولكن قالوا: الرب متناقض، طعنوا في حكمة الرب، قالوا: أمره ينقض قدره، وقدره ينقض أمره، قبحهم الله، هؤلاء هم خصوم الله، الذين قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية: هؤلاء معشر القدرية يساقون إلى النار سوقًا يساقون إلى النار معشر القدرية، هم خصوم، الله وهم يدافعون عن إبليس، المرجئة يدافعون عن إبليس ويتهمون الرب ويطعنون في حكمته، يقولون: إبليس مسكين مظلوم، أراد أن ينزه جبهته عن أن لا يسجد لغيره فطرد ولعن ما ذنبه؟! ما ذنبه؟! مسكين مسكين إبليس مظلوم ظلمه الرب!! أراد أن ينزه جبهته عن السجود لغيره؛ لما أمره بالسجود لآدم أراد أن ينزه جبهته عن السجود لغيره لما أمره بالسجود لآدم أراد ينزه جبهته لا يسجد إلا لله فظلم وطرد ولعن، ما ذنبه؟! هؤلاء والعياذ بالله خصوم الله الإبليسية.

فتكون القدرية ثلاثة أنواع:

المجوسية: آمنوا بالأوامر والنواهي والشرع وكذبوا بالقدر، وهم أحسنها أفضلها.

ومشركية: كذبوا بالشرع وآمنوا بالقدر.

وإبليسية: آمنوا بالشرع والقدر، لكن جعلوا الرب متناقض؛ قالوا: شرعه ينقض قدره، وقدره ينقض شرعه. قبحهم الله.

نسأل الله السلامة والعافية.

فهذا القدر؛ الإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان الستة، لا يصح الإيمان إلا بها، من لم يؤمن بالقدر فليس بمؤمن.

قال المؤلف رحمه الله، وهو الإمام أحمد رحمه الله: "ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة، لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر" هذه الخصلة هي من السنة اللازمة، من تركها ولم يؤمن بها فليس من أهل السنة، وهو "الإيمان بالقدر خيره وشره" يعني تؤمن بالقدر خيرًا أو شرًا طاعة ومعصية.

خير: كأن إذا قدر الله لك وفقك الله رزقك الله مالًا حلالا وزوجة صالحة أعطاك الله الخصب والمطر والإبل والبقر والغنم والمال والصحة والعافية والولد، هذا خير تؤمن بأن هذا من الله.

وكذلك الشر: إذا كان مصيبة، أصابك مصيبة في نفسك مثلا مصيبة أمراض وأسقام في نفسك وديون وهموم، أو سلط عليك غلبة الرجال؛ سجن أو قتل، أو كذلك ضررًا في أهلك أو في أولادك هذا تؤمن به، تؤمن بهذا وبهذا، تؤمن بالقدر خيره وشره، سواء كان خيرًا أو شرًّا.

"والتصديق بالأحاديث فيه والإيمان به" تصدق بالأحاديث الواردة في القدر وتؤمن بها، وهذا هو مذهب السلف.

"لا يقال: لم ولا كيف" لا يقال لم في الأفعال، ولا كيف في الصفات، فلا تقل: لم فعل الله كذا ما تعترض على الله، سلم لقضاء الله وقدره، ما تقول: لم أعطى الله هذا العلم ولم يعط هذا؟ لم كان هذا عالم وهذا جاهل؟ لم هذا فقير وهذا غني؟ لم كان هذا طويل وهذا قصير؟ لم كان هذا عمره يعيش مائة سنة وهذا يموت شابًّا وهذا يموت شيخا؟

هذا سر الله في القدر، لا تسأل عن هذا بلم؛ ولهذا يقول الطحاوي: والقدر سر الله في خلقه حجبه عن أنامه -حجبه عن الناس- ونهاهم عن مرامه، فمن سأل لم فعل فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين قال الله تعالى: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾(25) فلا تسأل لا تسأل؛ هذا سر الله في خلقه. واعلم أن ربك حكيم، جعل هذا طويل وهذا قصير، وهذا غني وهذا فقير، وهذا عالم وهذا جاهل لحكم، هذا سر الله، مبني على الحكمة لكنا لا نعلم.

كذلك لا تسأل عن الكيفية، لا تقل: كيف الصفات، لا تقل: كيف استوى. تؤمن بالاستواء ولا تسأل، والاستواء معناه معلوم لكن لا تسأل عن الكيفية، يجب أن تؤمن بأن الله استوى على العرش لكن، لا تسأل عن الاستواء لا تقل كيفيته، كما قال الإمام مالك -رحمه الله- لما سئل عن الاستواء قال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".

كذلك أيضا النزول، معلوم في اللغة العربية لكن لا تسأل عن الكيف، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، الصفات معلوم معانيها في اللغة العربية، والإيمان بها واجب ولا يسأل عن الكيفية والسؤال عنها بدعة، لا تقل: كيف علم الله، كيف سمع الله، كيف بصره كيف رؤيته، لا تسأل؛ الكيفية لا يعلمها إلا الله، فالسؤال عنها بدعة، كما أنك لا تعترض على الله في أفعاله، فلا تسأل عن كيفية الصفات، فلا يقال: "لم ولا يقال كيف إنما هو التصديق بها".

وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.

قال المؤلف -رحمه الله تعالى- وهو الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة: "ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه والإيمان بها، لا يقال لم ولا كيف ".

يعني لا يقال: لم في الأفعال؛ يعني لا يعترض على الله في أفعاله ويقال: لم فعل كذا قال الله تعالى: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾(25) لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته، لا لأنه يفعل بالقدرة والمشيئة كما يقول الجبرية، يقولون: لا يسأل لم يفعل لأنهم أنكروا حكمة الله قالوا: إن الله يفعل بالإرادة، يفعل بالإرادة وليس له حكمة، وهذا باطل، يقولون والعياذ بالله: الإرادة والمشيئة تخبط خبط عشواء، تجمع بين المختلفات وتفرق بين المتماثلات، أنكروا حكمة الله، وهذا من أبطل الباطل، الجبرية ومنهم الأشاعرة والجهمية، أنكروا حكمة الله، وقالوا: إن الله يفعل بالإرادة فقط.

أما أهل السنة والجماعة يقولون: إن الله يفعل بالحكمة، كل شيء بحكمة، أمره بحكمة، ونهيه بحكمة، وقدره بحكمة، وخلقه بحكمة: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾(21) فلا يقال: لم، لا يسأل عما يفعل لم؛ لأنه حكيم سبحانه وتعالى، ولا كيف في الصفات، لا يسأل عن كيفية النزول، كيفية الاستواء كيفية العلم كيفية القدرة، لأن الكيفية لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، فلا يعلم كيفية صفاته إلا هو كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو سبحانه وتعالى، ولهذا قال المؤلف رحمه الله: إنما هو التصديق والإيمان بها، إنما هو الإيمان والتصديق بها.

ولهذا روى الخلال في السنة، والدارقطني في الصفات، والآجري في الشريعة عن الوليد بن مسلم أنه قال: سألت سفيان والأوزاعي ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الأحاديث -أي أحاديث الصفات- فقالوا: مروها كما جاءت " وهذا سنده صحيح كما قال المحقق.

وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم، من طريق عبد الوهاب بن نجدة، قال: حَدَّثَنا بقية عن الأوزاعي قال، كان مكحول والزهري يقولان: "أمروا هذه الأحاديث كما جاءت" وسنده صحيح، وقال ابن عبد البر وقد روينا عن مالك بن أنس والأوزاعي، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومعبد بن راشد في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قالوا: أمروها كما جاءت، وروى عبد الله بن الإمام أحمد -رحمه الله- في السنة بسند صحيح عن وكيع بن الجراح قال: نسلم هذه الأحاديث كما جاءت، ولا نقول: كيف كذا، ولا لم كذا؛ يعني مثل حديث ابن مسعود: « أن الله عز وجل يحمل السماوات على أصبع والجبال على أصبع »(26) وحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: « قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن »(27) ونحوه من الأحاديث.

وروى اللالكائي بإسناده عن محمد بن الحسن، فقيه العراق قال: اتفق الفقهاء من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه؛ يعني من غير تفسير كتفسير الجهمية، فمن فسر شيئًا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة، ومن قال بقول جهم، فقد فارق الجماعة؛ فإنه وصفه بصفة لا شيء؛ يعني الجهم نفى الأسماء والصفات، ووصفه بصفة المعدوم.

وروى الدارقطني في الصفات بسند صحيح عن العباس بن محمد الدوري: قال: سمعت أبا القاسم -أبا عبيد القاسم بن سلام- وذكر الباب الذي يروى في الرؤية والكرسي ووضع القدمين، وضحك ربنا من قنوت عباده وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول قط قط، وأشباه هذه الأحاديث فقال: هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه وكيف ضحك؟ قلنا: لا يفسر هذا، ولا سمعنا أحدًا يفسره.

وكلام السلف في هذا كثير، قال أبو بكر الخلال في السنة: حدثنا أبو بكر المروزي -رحمه الله- قال: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء، وقصة العرش وصححها أبو عبد الله وقال: قد تلقتها العلماء بالقبول نسلم الأخبار كما جاءت، قال: فقلت له: إن رجلًا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت، فقال: يجفى، وقال: ما اعتراضه في هذا الموضع؟! يسلم الأخبار كما جاءت، فأقوال العلماء في هذا كثيرة.

ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-: "ومن لم يعرف تفسير الأحاديث ويبلغها عقله، فقد كفي ذلك وأحكم له، فعليه الإيمان والتسليم مثل: أحاديث الصادق المصدوق" يعني مقصوده بـ"حديث الصادق المصدوق" هو حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- الذي رواه أصحاب الكتب الستة والإمام أحمد قال: « حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها »(28) يعني الكتاب الذي كتب عليه وهو في بطن أمه. نعم.

(1) سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:285
(2) سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:177
(3) سورة القمر (سورة رقم: 54)؛ آية رقم:49
(4) سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:2
(5) سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:136
(6) مسلم : الإيمان (8) , والترمذي : الإيمان (2610) , والنسائي : الإيمان وشرائعه (4990) , وأبو داود : السنة (4695) , وابن ماجه : المقدمة (63) , وأحمد (1/27).
(7) سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:28
(8) سورة الأنفال (سورة رقم: 8)؛ آية رقم:23
(9) سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:46 - 47
(10) سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:47
(11) سورة الحج (سورة رقم: 22)؛ آية رقم:70
(12) سورة الأنفال (سورة رقم: 8)؛ آية رقم:75
(13) سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:119
(14) سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:22
(15) سورة الأنبياء (سورة رقم: 21)؛ آية رقم:105
(16) البخاري : بدء الخلق (3192).
(17) سورة يس (سورة رقم: 36)؛ آية رقم:12
(18) مسلم : القدر (2653) , والترمذي : القدر (2156) , وأحمد (2/169).
(19) الترمذي : القدر (2155).
(20) أحمد (5/317).
(21) سورة يوسف (سورة رقم: 12)؛ آية رقم:6
(22) سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:148
(23) سورة النحل (سورة رقم: 16)؛ آية رقم:35
(24) سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:12
(25) سورة الأنبياء (سورة رقم: 21)؛ آية رقم:23
(26) البخاري : تفسير القرآن (4811) , ومسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , والترمذي : تفسير القرآن (3238) , وأحمد (1/378).
(27) ابن ماجه : المقدمة (199) , وأحمد (4/182).
(28) البخاري : بدء الخلق (3208) , ومسلم : القدر (2643) , والترمذي : القدر (2137) , وأبو داود : السنة (4708) , وابن ماجه : المقدمة (76) , وأحمد (1/414).


 مواد ذات صلة: