بحث متقدم   
 
الصفحة الرئيسة / الحلقات الرجالية / نماذج من بحوث الطلاب والفوائد / الدعاء
الدعاء

الدعاء

بقلم: أحمد بن فهد الغراب

الدرجة المستحقة: 50 درجة


بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله الذي تعبد خلقه بالدعاء تفضلاً، ووعدهم بالإجابة تكرمًا وتطولاً(1) وجعله وسيلة لاستدار ما في خزائنه من النعما، وذريعة لكشف الضر والبلوى، ومقامًا لبث الشكوي، وصلى الله على نبيه محمد المصطفى.

ولما رأيت الدعاء سلاح المؤمنين، وميدان العارفين ونجوى المحبين، وسلم الطالبين، وقرة عيون المشتاقين، وملجأ المظلومين، وكهف الخائفين، وجنة المستضعفين، جعلته موضوعًا أوضعت فيه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.

تعريف الدعاء:

الدعاء هو إظهار الفقر والحاجة والتذلل من العبد الفقير إلى الله عز وجل القادر على جلب المنافع ودفع المضار.

الأدلة من الكتاب والسنة على فضل الدعاء:

قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(2).

وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ...(3).

وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.....(4).

قال صلى الله عليه وسلم: « إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه»(5).

قال صلى الله عليه وسلم« الدعاء هو العبادة»(6).

وقال صلى الله عليه وسلم: « أعجز الناس من عجز الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام»(7).

من آثار السلف:(8)

1/ روى عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه".

2/ روي عن مورق أنه قال: "ما وجدت للمؤمن مثلاً إلا رجل في البحر على خشبه فهو يدعو يا رب يا رب لعل الله أن ينجيه".

3/ روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب حتى تعجل له في الدنيا أو تؤخر له في الآخرة إذا لم يعجل أو يقنط".

من آداب الدعاء:

1) أن يكون الداعي محققًا ركني العمل الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

2) أن يكون الداعي طيب الملبس والمأكل.... إلخ.

3) استقبال القبلة قال أبو هريرة رضي الله عنه استقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة.

وقال: « اللهم أهد دوسًا»(9) وأن يكون طاهرًا.

4) أن يؤمن ويجزم بالإجابة قال صلى الله عليه وسلم: « ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه»(10).

5) أن يتحرى الأوقات الشريفة مثل يوم عرفة أو يوم عاشوراء.... إلخ.

6) أن يكون الدعاء مشروعًا في أمر مشروع.

7) أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثًا ولا يستبطئ الإجابة.

8) الدعاء في حال السراء والضراء لقوله صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء»(11).

9) أن يخفض الداعي صوته بين المخافتة والجهر لقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(12).

10) أن يسأل الله بأسمائه الحسنى لقوله تعالى: ﴿وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا(13).

11) الدعاء بصالح الأعمال.

12) الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: « كل دعاء محجوب حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم»(14).

13) رفع اليدين.

14) إظهار الافتقار إلى الله.

15) أن يحرص على جوامع الدعاء ولا يتكلف في السجع منه.

بعض الأخطاء في الدعاء:

1/ هجر الدعاء في حال اليسر والرخاء قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ(15).

2/ العجز والتكاسل عن الدعاء قال صلى الله عليه وسلم: « أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخلهم من بخل بالسلام»(16).

3/ الاعتداء في الدعاء قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(17) ويشمل ذلك التفصيل في الدعاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك.

4/ استعجال الإجابة قال صلى الله عليه وسلم: « يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي».

5/ الدعاء الجماعي.

6/ قول اللهم رب القرآن عن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة فلما وضع الميت في لحده قام رجل فقال: اللهم رب القرآن أوسع عليه مدخله اللهم رب القرآن اغفر له فالتفت إليه ابن عباس وقال: مه القرآن كلام الله وليس بمربوب منه بدء وإليه يعود.

الفوائد:

1) فضل الدعاء من الكتاب والسنة.

2) آداب الدعاء.

3) بعض المخالفات والأخطاء في الدعاء.

4) أن الوضوء في الدعاء سنة وليس واجب.

5) تحرى الدعاء في أفضل الأوقات.

6) أن الدعاء ليس محصورًا في أوقات الإجابة.

الخاتمة:

وإن تجد عيبًا فسد الخللا *** فجل من لا عيب فيه وعلا

أحمد الله سبحانه وتعالى على ما يسر في جمع وترتيب هذا البحث الذي يتعلق بموضوع مهم ولا أزعم الإلمام بجوانبه كلها أو إعطائه كل حقه، إذ كانت المحاولة أن يكون هذا البحث مركزًا على جواب ظهر أنها أهم ما في هذا الباب دون التطرق لتفصيلات لبعض الأجزاء، سائلاً المولى سبحانه أن يجعله عملاً خالصًا مقبولاً نافعًا لمن كتب أو قرأه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(1) التطول:- السمن.

(2) سورة: الأعراف، الآية: 55.

(3) سورة: البقرة، الآية: 186.

(4) سورة: غافر، الآية: 60.

(5) صحيح الجامع الصغير برقم (2414).

(6) صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم (3401).

(7) صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (601).

(8) كتاب الدعا/ تأليف: حسين العوايشة.

(9) الحديث ثابت في الصحيحين.

(10) حسنه الألباني.

(11) رواه الترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

(12) سورة: الأعراف، الآية: 55.

(13) سورة: الأعراف، الآية: 180.

(14) صحيح الجامع.

(15) سورة: يونس، الآية: 12.

(16) صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (601).

(17) سورة: الأعراف، الآية: 55.