بحث متقدم   
 
الصفحة الرئيسة / الحلقات الرجالية / نماذج من بحوث الطلاب والفوائد / الصلاة
الصلاة

الصلاة

أهميتها وفضلها

بقلم: عبد الرحمن بن يوسف السعيد

الدرجة المستحقة: 43 درجة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي فرض في اليوم والليلة خمس صلوات، وجعل لأدائهن أوقاتًا معلومات، وأكثر لمن أداهن في أوقاتهن مع جماعة المسلمين الحسنات، أحمده على أن وفقنا لفعل الطاعات، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالآيات والمعجزات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد:

فهذا بحث صغير في موضوع كبير غاب عن كثير من الناس ألا وهو موضوع الصلاة الذي أسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح إنه جواد كريم.

أولاً/ سبب اختياري لهذا الموضوع:

1/ لقلة الكتب المختصرة التي تحث على هذا الموضوع(1).

2/ أنها صلة بين العبد وبين ربه وأنها الفارق بين الإسلام والكفر.

ثانيًا/ تعريف الصلاة لغة وشرعًا:

الصلاة لغة: الدعاء والعبادة.

الصلاة شرعًا: التعبد لله بأقوال، وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم.

مكانها في الإسلام:

الصلاة لها منزلة رفيعة، ومكانة عالية في الإسلام، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الدين ولا حظ في الدين لمن ترك الصلاة، ولأهميتها ومكانتها العظيمة فرضها الله على الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج.

الصلاة فريضة فرضها الله على عباده، ومن تركها متعمدًا تهاونًا منه وكسلاً، فقد كفر وإذا لم يتب فإنه يقتل لقوله صلى الله عليه وسلم: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».

أخي الكريم:

إن أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلوات الخمس كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر وغيره، « بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت»(2)

أيها القارئ الكريم:

إن الصلاة هي رأس مال كل مسلم، لأن جميع أعماله لا تقبل إلا بعد قبول الصلاة، فكذلك التجارة في المال فإنه إذا فقد رأس المال فلا ربح بعد فقدانه، وهذا يدل على عظم شأن الصلاة ومكانتها في الإسلام فلا ينبغي لمن كان يرجو الله ويخافه أن يتهاون بها بل هي قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم وقرة عين من تبعه على دينه واقتدى بأثره وهي الفارقة بين الإسلام والكفر وهي عمود الإسلام الذي لا يقوم إلا به.

إن الله سبحانه وتعالى قد سمى الصلاة إيمانًا كما في قوله تعالى ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ(3) ولم تخل منها شريعة من الشرائع قال الله عن إبراهيم عليه السلام ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي(4) وقال عن عيسى عليه السلام ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(5).

وكانت الفرائض تفرض على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام إلا الصلاة فقد عرج به إلى الملأ الأعلى وكلمه ربه جل وعلا وفرض عليه خمسين صلاة ثم خففت إلى خمس وهي بأجر خمسين فلله الحمد والمنة.

وهي الفارق بين الإسلام والكفر قال النبي صلى الله عليه وسلم: « بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»(6) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة" فهذه النصوص وغيرها دليل واضح على كفر تارك الصلاة كفرًا أكبر ولم يجحد وجوبها.

أخي القارئ الكريم:

إنك إذا حافظت على الصلاة يكون لك عهد عند الله أن يدخلك الجنة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم « خمس صلوات كتبهن الله على العباد من حافظ عليها كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة»(7).

سأل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال صلى الله عليه وسلم « الصلاة على وقتها قال ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله».

إن الصلاة فيها إعانة للمسلم على أمور دينه ودنياه كما قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ(8) ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة قال حذيفة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا حزنه أمر صلى»(9) وقال ثابت « وكان الأنبياء إذا نزل بهم الأمر فزعوا إلى الصلاة» ذكره ابن كثير في التفسير وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال رضي الله عنه « قم يا بلال فأرحنا بالصلاة».

من حافظ على الصلاة فهو السعيد ومن أضاعها وأهملها فهو الشقي العنيد وقد أمر الله المحافظة على الصلاة في آيات كثيرة قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ(10).

أخي القارئ الكريم:

إنك إذا تأملت في حياة سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وجدت حياتهم شاقة مليئة بالعمل والتعب ومع ذلك لم تفتهم الصلاة ولا تكبيرة الإحرام.

ثالثًا/ هذه صورة من حرص السلف الصالح رحمهم الله تعالى على صلاة الجماعة وإدراك تكبيرة الإحرام:

1/ عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال « ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة».

2/ قال إبراهيم التميمي رحمه الله تعالى « إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه».

3/ قال وكيع بن الجراح « كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبير الأولى».

4/ قال الأعمش « كان إبراهيم التميمي إذا سجد كأنه هذم حائط ينزل على ظهره العصافير».

رابعًا/ شروط وواجبات وأركان الصلاة:

أولاً: شروط الصلاة:

1/ الإسلام.

2/ العقل.

3/ التمييز.

4/ الطهارة من الحدث.

5/ الطهارة من النجاسة.

6/ دخول الوقت.

7/ ستر العورة.

8/ استقبال القبلة.

9/ النية.

ثانيًا: واجبات الصلاة:

1/ جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام.

2/ قول سمع الله لمن حمده للإمام، والمنفرد، لا للمأموم.

3/ قول ربنا ولك الحمد للإمام، والمنفرد.

4/ قول سبحان ربي العظيم في الركوع.

5/ قول سبحان ربي الأعلى في السجود.

6/ قول ربي إغفر لي بين السجدتين.

7/ التشهد الأول.

8/ الجلوس للتشهد الأول.

ثالثًا: أركان الصلاة:

1/ القيام في صلاة الفريضة مع القدرة.

2/ تكبيرة الإحرام في أول الصلاة.

3/ قراءة الفاتحة في كل ركعة.

4/ الركوع.

5/ الرفع من الركوع والاعتدال قائمًا بعد الرفع منه.

6/ السجود على الأعضاء السبعة.

7/ الرفع من السجود.

8/ الجلوس بين السجدتين.

9/ التشهد الأخير.

10/ الجلوس للتشهد الأخير.

11/ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

12/ التسليمتان.

13/ الطمأنينة في جميع الأركان.

14/ الترتيب بين الأركان.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،


(1) توجد كتب لكنها لا تحث على موضوع الصلاة وإنما تحث على حكم تارك الصلاة وأحكام تارك الصلاة في الدنيا والآخرة وفوائد الصلاة وغيرها ومن هذه الكتب (الصلاة أهميتها وفضلها) (جمع عبد الله بن سعد الفالح) و(رسالة في الصلاة) (بقلم: إبراهيم محمد الربيش) ومن الرسائل التي تحث على موضوع الصلاة (مقالات الشيخ بن باز) و(مجموع رسائل الشيخ/ عبد الله بن حميد وتوجد كتب لكنها قليلة).

(2) رواه البخاري ومسلم.

(3)سورة: البقرة، الآية: 143.

(4) سورة: الرعد، الآية: 40.

(5) سورة: مريم، الآية: 31.

(6) رواه مسلم.

(7) رواه أهل السنن.

(8) البقرة: 45.

(9) رواه أحمد.

(10) البقرة: 3.