بحث متقدم   
 
الصفحة الرئيسة / المكتبة الإلكترونية / الكلمات والمحاضرات / فضل الصدقة في رمضان
فضل الصدقة في رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله، سيد الأنبياء والمرسلين، ورسول رب العالمين، وصفيه وخليله من خلقه، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وعلى أصحابه، وعلى أتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فإني أحمد الله إليكم، وأثني عليه الخير كله، وأسأله المزيد من فضله، وأسأله سبحانه وتعالى أن يصلح قلوبنا وأعمالنا ونياتنا وذرياتنا.

كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا، وألا يجعل فينا ولا منا شقيًا ولا محرومًا، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا جمع خير وعلم ورحمة، تنزل عليه السكينة وتغشاه الرحمة وتحفه الملائكة ويذكره الله فيمن عنده.

أيها الأخوان عنوان هذه الكلمة الصدقة في رمضان، العنوان مشتمل على كلمتين، الكلمة الأولى الصدقة، والكلمة الثانية رمضان.

رمضان، ما هو رمضان، رمضان وما أدراكم ما رمضان، رمضان شهر كريم، من اثني عشر شهرًا، وهو ثلاثين يومًا، أو تسع وعشرين يومًا، هذا الشهر هو سيد الشهور، سيد الشهور كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « مرحبًا سيد الشهور»، أو « أتاكم سيد الشهور»، فهو سيد الشهور.

هذا الشهر اختاره الله لإنزال القرآن فيه، قال تعالى: ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان(1)، ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر(2)، ﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة(3).

هذا الشهر العظيم اختاره الله لأن يكون صيامه أحد أركان الإسلام، التي لا يقوم الإسلام ولا يستقيم إلا بها، هذا الشهر فيه من أسباب المغفرة الكثير، ومن أسباب المغفرة الذنوب في هذا الشهر الصيام، هذا الصيام الذي أوجبه الله وفرضه على الأمة الإسلامية، كما فرضه على الأمم السابقة، كما قال سبحانه: ﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون(4).

فرض الله الصيام على الأمة الإسلامية، لا ليستفيد منه، ولا ليتكثّر به من قلة، ولا ليتعزز به من ضعف، ولا ليشق علينا، ولكنه فرضه سبحانه وتعالى لصالحنا نحن المسلمين، فرضه ليكون سببًا في تقوانا، فرضه ليعلمنا تنظيم معايشنا وأمورنا، فرضه الله ليكون وسيلة عظمى لتقواه، وتقواه هي جماع خير الدنيا والآخرة، فهو من أسباب التقوى.

هذا الشهر العظيم، أوجب الله الصيام فيه، وجعله من أسباب المغفرة بشرطين، الشرط الأول: أن يكون الصيام عن إيمان واحتساب، لا عن رياء، ولا عن تقليد، ولا عن متابعة للناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».

والشرط الثاني: اجتناب الكبائر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم: « والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر».

والكبائر كل معصية توعد عليها بالنار أو اللعنة أو الغضب في الآخرة، أو وجب بها حد في الدنيا.

ومن الكبائر ترك الفرائض، وتأخيرها عن وقتها، فمن الكبائر السرقة، ومنها الزنا، ومنها شرب الخمر، ومنها عقوق الوالدين، ومنها قطيعة الرحم، ومنها التعامل بالربا، ومنها الغيبة، ومنها النميمة، ومنها جحد حقوق الناس، ومنها العدوان على الناس في دمائهم، ومنها العدوان على الناس في أموالهم، ومنها العدوان على الناس في أعراضهم، ومنها تأخير الصلاة عن وقتها، كأن لا يصلي الفجر إلا مع الشمس، ولا يصلي الظهر إلا مع العصر، ولا يصلي العصر إلا بعد اصفرار الشمس، هذه من الكبائر.

فإذا كان الإنسان يرتكب الكبائر، ويطلق بصره في الحرام، ولسانه في الحرام، ويده في الحرام، ورجله في الحرام، ينظر إلى النساء الأجنبيات ببصره، وفي القنوات إلى الشاشة ينظر إلى المرأة يتأمل محاسن الأجنبية في الشاشة، ينظر إلى الخنا والفجور، ينظر إلى المرأة في الشارع يتأمل محاسنها، أو في الخادمة التي عنده في البيت، كل هذا محرم عليه.

يجب أن تصون بصرك عن الحرام في رمضان وفي غيره، لكن في رمضان آكد، كذلك تصوم سمعك عن سماع الغناء، والغيبة، والنميمة، وقول الزور، واللهو.

يصون يده فلا يتناول بها الحرام، ولا الغش، ولا الربا، ولا الروشة، ولا يعتدي بها بغير حق.....، يصون رجله فلا يمشي بها إلى الحرام، يصون قلبه عن الغل والحقد والحسد.

ويكون الصوم عن إيمان بالله ورسوله، وعن رغبة ورهبة، وبذلك يكون الصوم مكفرًا للسيئات، حاطًا للأوزار والخطايا، رافعًا للدرجات.

كذلك قيام رمضان من أسباب المغفرة إذا كان عن إيمان بالله واحتساب الأجر والثواب، وترك للكبائر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، « ومن صلى مع الإيمان حتى ينصرف كتب له قيام ليلة». وهذا فضل عظيم.

فرمضان شهر عظيم، شهر كريم عند الله عز وجل، جعل الله فيه من أسباب المغفرة، ومن جلائل الأعمال، ومن فضائلها الشيء العظيم؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن جبريل أتاه، فقال: من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قل أمين، فقلت: أمين»، وذلك لأن أسباب المغفرة كثيرة، فمن لم يغفر له في رمضان وفاتته هذه الأسباب دل على أنه محروم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فالواجب على المسلم أن يتقي الله عز وجل، وأن يصوم رمضان عن إيمان واحتساب، وأن يحفظ صومه عما ينقصه، ينقص أجره، أو يبطله، أو ينقص ثوابه.

والثاني: الصدقة في رمضان، الصدقات نوعان، صدقات حسية وصدقات معنوية، فالصدقات الحسية أن يتصدق الإنسان في رمضان على الفقراء والمساكين، وعلى المحاوجين، وإفطار الصوام، وإطعام الجائع، وتفقد الأسر الفقيرة في منازلهم في بيوتهم، أو في جمعيات البر.

يعطون أسماء العوائل، مسجلة عندهم، وعندهم تحري، فيعطفوا عليهم، وينفقوا عليهم، ويرعوهم، ويكفلوا الأيتام، وينفقوا أيضًا في المشاريع الخيرية، المساجد، وفي الأوقاف، وفي الحلقات تحفيظ القرآن، دروس، حلقات تحفيظ القرآن، وطلبة العلم، وعلى المحاويج، وعلى المشاريع الخيرية عمومًا، كل هذا من الصدقات الحسية.

ومن الصدقات المعنوية: التسبيح، والتهليل، والتكبير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتلاوة القرآن، كل هذا صدقات حسية، قال النبي صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح –: « يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة»، والسلامى جمع سلاميات، والسلاميات هي المفاصل، مفاصل الإنسان، والإنسان ركب على ستين وثلاثمائة مفصل، فيجب عليه أن يتصدق عن كل مفصل صدقة، فقالوا يا رسول الله كيف نتصدق كل يوم ثلاثمائة وستين صدقة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: « إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة»، و « وفي بعض أحدكم صدقة»، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له بها صدقة؟ قال: « أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر؟، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر».

وتعين الرجل في دابته، وتحمله عليها، أو تحمل عليها متاعه صدقة.

وتلاوة القرآن كذلك من الصدقات، من الحسنات، في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف».

وعليك يا أخي أن تكثر من الصدقات الحسية والمعنوية في هذا الشهر الكريم بعد العناية بالصيام، بعد أداء الفرائض والواجبات، الواجبات والفرائض، هي التي يجب أن يهتم بها أولها، وما تقرب العبد بشيء إلى الله أحب إليه مما افترضه عليه كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: « وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضه عليه».

تقرب إلى الله بإحسان الفرائض وإجمالها وتحسينها، حافظ الصلوات في المساجد، أدها كما أمر الله وكما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، لا تؤخر الصلاة عن وقتها، حافظ على صومك عن المنقصات، وعما يبطله أو يجرحه، أد الأمانات، بر الوالدين، هذا واجب عليك، صل رحمك، أد العمل الذي ائتمنت عليه، فإن العمل هذا أمانة، وعقد بينك وبين الدولة إذا كان في وظيفة حكومية أو في شركة أو في مؤسسة، أوفي بالعقد،.... الدوام إلى آخره، أدِ العمل، ولا تتلاعب، ولا تهمل العمل ﴿ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود﴾(5).

فالواجبات والفرائض ينبغي أن يعتنى بها في الأول، ثم بعد ذلك الصدقات، الصدقات المعنوية، والصدقات الحسية، الصدقات، المال الذي تدفعه تنفقه في المشاريع الخيرية، وعلى الفقراء، وعلى الأيتام، وعلى الأرامل، وعلى طلبة العلم، وعلى المحاويج، وكذلك الصدقات المعنوية، تكثر من التهليل والتكبير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، وقال عليه الصلاة والسلام: « لأن أقول سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس» أحب من الدنيا كلها، وهذا في كل وقت، فكيف في رمضان!

وقال عليه الصلاة والسلام: « كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».

وقال عليه الصلاة والسلام: « من قال سبحان الله غرست له نخلة في الجنة».

وقال عليه الصلاة والسلام: « من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة، غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر».

وقال عليه الصلاة والسلام: « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل».

وقال عليه الصلاة والسلام: « من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكان كعدل عشر رقاب، وكان في يومه في حرز من الشيطان، ولم يأت أحد بأفضل منه إلا من زاد على ذلك»، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

هذه كلها صدقات وفضائل في كل وقت ولا سيما في رمضان، فعليك يا أخي أن تعتني بهذا الشهر العظيم، وتؤدي الفرائض، فريضة الصيام، وفريضة الصلاة والواجبات، ثم تكثر من الصدقات والأعمال الخيرية، وتلاوة القرآن والإحسان إلى الناس، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، وإطعام الجائع، وتعليم الجاهل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك أعمال صالحة، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعمل الصالح الذي يرضيه، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعناية بالواجبات وأدائها والفرائض كما شرع ربنا، وأسأله سبحانه أن يوفقنا وإياكم للتوبة النصوح والعمل الصالح، وأن يمن علينا بالتوبة النصوح والإقلاع عن المعاصي، والندم على ما مضى، والعزم الصادق الجازم على عدم العودة إليها، ورد المظالم إلى أهلها، والمبادرة إلى ذلك، أسأل الله أن يتوب علي وعليكم، وأن يوفقنا وإياكم للعمل الصالح الذي يرضيه، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، وأن يثبتنا على دينه القويم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

من كان له سؤال أو استفسار فليتفضل، سؤال تحريري أو شفوي، من له سؤال..

القارئ:

قول النبي صلى الله عليه وسلم : « تسحروا فإن في السحور بركة»، ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن في السحور بركة»؟

الشيخ:

السحور من المستحبات والفضائل، والسحور هو الأكل في آخر الليل، الأكل في آخر الليل هذا هو السحور، وهو مستحب، ينبغي للمسلم أن لا يدع السحور، قال عليه الصلاة والسلام: « تسحروا فإن في السحور بركة»، وقال عليه الصلاة والسلام: « فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر»، وقال عليه الصلاة والسلام: « إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين»، وقال عليه الصلاة والسلام: « نعم سحور المؤمن التمر»، وقال: « لا يدعن أحدكم السحور ولو بجرعة من ماء».

ينبغي للإنسان يأكل ولو شيء ولو كان قليل، ولو شيء من تمرات، ولو شيء من الماء، أو من العصير، أو من اللبن، حتى يحوز فضيلة السحور.

القارئ:

هذا سائل فضيلة الشيخ، يقول: أنا ولي على أموال أبي، هل يجوز أن أتصدق عنه.

الشيخ:

على أيتام؟

القارئ:

أبيه يا شيخه.

الشيخ:

يعني أبوه موجود؟

القارئ:

نعم أبوه موجود.

الشيخ:

ما نوع الشعور عند والده؟

القارئ:

ما أدري، عن أموال أبيه هل يجوز أن يتصدق عنه؟

الشيخ:

إذا كان موجود ومعه شعور، فإنه لا يتصدق إلا بإذنه، وإذا كان متوفى، فهذا المال يكون للورثة كذلك، لا تتصدق إلا من مالك الخاص، نعم.

القارئ:

بعض الناس يأكلون في الساعة الثانية أو الثالثة هل يعتبر هذا سحور؟

الشيخ:

نعم، السحور يكون في آخر الليل، الساعة الأخيرة، قبل الفجر بساعة أو بنصف ساعة، كل ما يتأخر فهو أفضل ما لم يخشى طلوع الفجر، تأخير السحور أفضل، ما لم يخشى طلوع الفجر، كما أن تعجيل الفطر أفضل. نعم.

القارئ:

أحسن الله إليك، هذا سائل يقول: هل يجوز دخول الخلاء بالجوال الذي يوجد فيه قرآن؟

الشيخ:

لا ينبغي للإنسان أن يدخل الخلاء لقضاء حاجته ومعه شيء فيه ذكر الله، من غير أن يخرجه خارج الحمام.

القارئ:

هذا يا شيخ، القرآن في الجوال، في جهاز الجوال، وليس المصحف؟

الشيخ:

القرآن في جهاز؟

القارئ:

نعم، في جهاز الجوال.

الشيخ:

نعم، يعتبر فاصل الآن، له أن يقرأ ولو على غير طهارة؛ لأنه بينه وبينه حائل.

القارئ:

لكن يجوز له أن يدخل به.....

الشيخ:

والله هذا محل تأمل؛ لأن الحروف والكلمات تختفي، لكن قيل لي أنها موجودة ومكتوبة في الشريحة، إذا كانت الكتابة موجودة، فلا، وإن كانت تزول بالمرة ثم تخرج، فالمسألة عندي فيها توقف، كنت أظن أن الكتابة تختفي مرة ولا توجد، لكن قيل لي إنها موجودة، الحروف موجودة في الشريحة، إذا كانت مكتوبة في الشريحة معناه لا ينبغي أن يحمل، وإذا كانت غير مكتوبة وإنما تكتب عند إخراجها، فلا حرج، المسألة فيها يعني، تحتاج إلى تأمل ونظر. نعم.

القارئ:

أحسن الله إليك، هذا سائل يقول: عندي مال لإخواني أتاجر به، هل يجوز الزكاة عن هذا المال، وهو مال خاص بإخواني من مالي الخاص؟

الشيخ:

إذا كان الإخوان، هل هم قصار؟ إن كانوا قصارًا، وأنت تتولى هذا المال، أنت تنمي هذا المال وتخرج الزكاة، وإن كانوا الإخوان كبار مبصرين، فلا تخرج الزكاة إلا بإذنهم، إذا أذنوا لك، فإنك تخرج؛ لأن الزكاة تحتاج إلى نية، وإن كانوا أيتام، قصار، وأنت تلي مالهم، فإنك تنمي المال، تخرج الزكاة، وإن كانوا كبار، فأنت تضارب بهذا المال، اتفقت معهم، فلا تخرج الزكاة إلا بإذنهم، تخرج زكاة مالك، أما زكاتهم لا تخرجها إلا بإذنهم، لأن الزكاة عبادة ولا بد لها من نية، فلو أخرجتها بدون إذنهم فلا تصح. نعم..

سائل:

......

الشيخ:

زكاتهم، ولو، لا بد من إذنهم، إذا أذنوا خلاص، لأنها تحتاج إلى نية، إذا أخرجتها بدون إذن ما نوو، ولا تصح العبادة إلا بنية، فإذا أذنوا لك نوو.

القارئ:

هذا سائل يقول: نريد توجيه في كيفية قراءة القرآن بالتدبر؟

الشيخ:

كيفية قراءة القرآن، هو أن تقرأ القرآن قراءة مرتلة فصيحة، تخرج الحروف من مخارجها، لا تسقط شيئًا من الحروف، هذه هي القراءة بحقه، وأما التدبر معناها أنك تحضر قلبك

وتجاهد نفسك حتى تتأمل المعاني، تتدبر، تسأل عما يُشكل عليك، تراجع كتب التفسير، ما يشكل عليك، المهم..... كثير من الآيات واضحة، صفات المؤمنين، صفات الكفار، وما أشكل عليك ترجع إلى التفسير، ترجع إلى أهل العلم.

القارئ:

أحسن الله إليك، هذا سائل يقول: ما حكم من تفوته بعض الأحيان الصلوات، مع أنه يجتهد، ويضع أكثر ساعة، ولا يتمكن من الاستيقاظ؟ هل عليه أثم، أم أنه حكمه حكم النائم؟

الشيخ:

إذا كان لم يفرط، وجعل أسبابًا توقظه، وفاتته بفوات الحرص، وعنده إحساس وشعور، هذا يريد أن يصلي، والحرص، فإنه معذور، ولا بد أن ينام مبكر أيضًا، يعني لا بد من شروط، الشرط الأول أن ينام مبكر، لأنه إذا نام متأخر لا يستطيع أن يقوم، لا بد أن ينام مبكر حتى يستيقظ لصلاة الصبح، ولا بد أن يكون لديك أحساس وشعور، بحيث يكون عندك إحساس واهتمام، مثل لو كان عندك موعد للطائرة، يكون عندك إحساس وشعور تستيقظ إذا جاء الوقت، وكذلك تجعل أسبابًا في كل ساعة، أو تعهد إلى إخوانك أو أحد جيرانك، أو من عندك يوقظك، فإذا فعلت الأسباب، ثم فاتتك الصلوات الخمسة فمعذور، ولكن من المعلوم أن هذا لا يكون كل ليلة، من يدعي أن كل ليلة يقول أنا ما أنتبه، فليس.... لكن لو فاتتك فات الحرص، بعض الأحيان جعلت أسبابًا توقظك ولم تقصر، فأنت معذور، أما كون إنسان يقول كل ليلة أنا ما أستطيع، ما صحيح هذا، ليس بصحيح. نعم.

القارئ:

أحسن الله إليكم، يقول رجل باع عشرين رأس من الغنم، بقيمة كل رأس خمسمائة ريال بأجر، فوجدها في السوق فاشترها بثمانمائة ريال.

الشيخ:

رجل إيش؟

القارئ:

رجل باع عشرين رأس من الغنم، بقيمة كل رأس خمسمائة ريال بأجل.

الشيخ:

إلى أجل؟

القارئ:

نعم، فوجدها في السوق فاشترها بثمانمائة ريال.

الشيخ:

إن اشتراها من شخص آخر، لم يكن هو الذي باع عليه، ولكن هذا بالمواطئة واتفاق فلا حرج، أما إن كان من الشخص الذي اشتراها منه، هذه هي العينة لا يجوز، أن يشتريها من الشخص الذي باع عليه، باع هذا الشخص بألف ريال مؤجلة، ثم يشتريها بثمانمائة حاضرة، هذا العينة: « إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وأخذتم بأذناب البقر، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه منكم حتى تراجعوا دينكم».

العنية، أن تبيع السلعة على شخص بثمن مؤجل، ثم تشتريها منه بثمن حاضر، تبيع سيارة على شخص بخمسين ألف مؤجلة، ثم تشتريها بثلاثين ألف أو أربعين ألف حاضرة، فيكون معناه أعطيته ثلاثين وبقي في ذمته عشرين، هذا ربا، هذا لا يجوز.

لكن لو بعتها على شخص، ثم باعها الشخص على شخص آخر، واشتريتها من الشخص الآخر من دون تواطئ ولا اتفاق، فلا حرج.

أما إذا كان اتفاق بينكم، حتى ولو....... فيه اتفاق أن تبيع على شخص والشخص الثاني يشتريها هو منه، الأول، لكن فيه اتفاق؟ لا.

لكن إذا باع على شخص آخر، واشتراها من الشخص الآخر الذي لم يبع عليه، من دون مواطئة ولا اتفاق، فلا حرج.

القارئ:

أحسن الله إليكم، هذا سائل، يقول: هل لي أن أصيل صلاة الليل ثماني ركعات سردًا، وكذلك صلاة الضحى؟

الشيخ: ليس لك أن تصلي الليل ثمان سرد أو أربع سرد أو ست سرد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « صلاة الليل مثنى مثنى»، وهذا خبر بمعنى الأمر، والمعنى: صلوا الليل مثنى مثنى، فالليل تسلم من كل اثنتين إلا إذا نويت الوتر، إذا نويت الوتر، لك أن توتر بثلاث تسردها بسلام واحد، أو خمس تسردها بسلام واحد، أو سبع، وتجلس في السادسة، وتتشهد، وتقوم تأتي بالسابعة، وقال بعض الفقهاء: أو تسع أيضًا، تسردها، لكن تجلس في الثامنة وتتشهد، وتقوم تأتي بالتاسعة.

وقال بعضهم أو إحدى عشر إذا نويت الوتر، أما الشفع، فأربع ركعات بسلام أو ست أو ثمان أو عشر، هذا لا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « صلاة الليل مثنى مثنى»، وأما صلاة النهار، ففيه خلاف، جمهور العلماء يجيزون أن تصلي أربع ركعات بسلام واحد، وبعض يمنع من ذلك، والأفضل أن تسلم من كل ركعتين حتى في النهار. نعم.

القارئ:

أحسن الله إليك، يقول السائل: ما معنى: « من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا»؟

الشيخ:

معناه، صام عن إيمان بالله ورسوله، نية، واحتساب الأجر والثواب، لا عن رياء ولا عن تقليد، ولا عن متابعة للناس، الناس تصوم على العادة، أو على الرياء، لا يحب مخالفة الناس، يصوم متبرم، لا، يصوم عن إيمان بالله ورسوله، وعن نية واحتساب، ورغبة ورهبة، ورضًا بشرعيته وفرضيته. نعم.

القارئ:

هذا السائل يقول: إذا كنت متول أموال أبي كذلك بالمضاربة، يعني يضارب بها في التجارة، ويقول أنا متيقن أنه لا يؤدي الزكاة بخلاً، فهل أخرج الزكاة إنقاذًا لأبي من النار؟

الشيخ:

لا، لا تخرج الزكاة إلا إذا وكلك، لا بد من النية، كما سبق، تخرج الزكاة عن شخص بدون نية ما تصح، بخلاف قضاء الدين، لو قضيت الدين عن شخص، ولو لم ينو برئت ذمته؛ لأنه ما يحتاج إلى نية قضاء الدين، قضاء الدين، شخص، يطلب شخص عشرة آلاف ريال، ورحت أنت وسددت عشرة آلاف وهو ما علم، تبرأ ذمته.... لكن شخص عليه زكاة عشرة آلاف ورحت دفعت الزكاة عنه ما علم بطلت، لأن الزكاة عبادة لا بد لها من نية، وهذا الذي يقول الشخص الذي يبخل بالزكاة، ينصح نصيحة أخوة في الله، يخرجها هو، أو يوكلك، أما أن تخرجها وهو لم يعلم هذا لا يصح، لأن العبادة لا بد لها من نية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى». نعم.

القارئ:

أحسن الله إليك، هذا سائل يقول: أنا عسكري في دورة تدريبية، ويحظر علينا أثناء التدريب أي حركة.

الشيخ:

إيش، يحظر إيش؟

القارئ:

 فيحظر علينا أثناء التدريب أي حركة، وإذا خالفنا ذلك نتعرض للجزاء، فما الحكم عند خروج بلغم في الفم، خاصة عند وقوفنا.

الشيخ:

ما الحكم عند خروج ماذا؟

القارئ:

عند خروج البلغم، خاصة عند وقوفنا تحت الشمس، هل نبلع البلغم؟

الشيخ:

عند خروج البلغم؟

القارئ:

يقول: ما نتحرك في هذه الدورة، يعني ممنوع علينا أن نتحرك ولا حركة، لو نتحرك خالفونا، يقول نتعرض الآن لخروج البلغم، يتحرك.

الشيخ:

يتحرك، هذه حركة اضطرارية، حتى ولو في الصلاة، كيف هذا!!

القارئ:

لكن إن تعرض للجزاء؟

الشيخ:

هذا جزاء المخلوقين، الله سبحانه وتعالى يعفو ويتسامح.

القارئ:

أحسن الله إليك، إذا كان الإمام في الصلاة مر بآية فيها سجود ولم يسجد لسجود التلاوة، فهل علي أن أسجد سجود السهو؟

الشيخ:

لا، أنت تابع لإمامك، إن سجد الإمام فاسجد، وإذا لم يسجد فلا تسجد، وحتى لو كان في غير الصلاة، وأنت تستمع إن سجد التالي؛ إذن هو الإمام، تسجد، يسجد المستمع، وإن لم يسجد التال لم يسجد المستمع.

يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا..... سجد، فقالوا أنت إمامنا إن سجدت سجدنا.

ثم سجود التلاوة ليس واجب، مستحب، بعض الناس فإنه واجب، ليس بواجب، إن سجدت أثابك الله، وإن لم تسجد، فلا.

ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخطب الناس على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ آية فيها سجدة، ثم نزل فسجد وسجد الناس، وفي الخطبة الأخرى قرأ آية فيها سجدة، فتهيأ الناس للسجود فلم يسجد، فقال رضي الله عنه: إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء. نعم.

القارئ:

هذا سائل يقول: كان لدي شركات أسهم ثم بعتها، ولم أصرف من قيمة البيع شيء، يقول هل المال الذي لدي الآن عليه زكاة، علمًا أنه لم يحول عليه الحول؟

الشيخ:

نعم عليه زكاة، إذا حال عليه الحول، يعني الشركة ما حال عليها الحول، أو المال، العبرة برأس المال، هذه الأسهم إذا حال عليها الحول و لو بعتها زكي الدراهم، المهم تمام الحول للشركة المساهمة هذه، متى ساهمت، إذا كنت ساهمت في رجب، ثم بعتها في جمادى، الدراهم تبقى الدراهم دراهم،..... تزكيها. نعم.

القارئ:

أحسن الله إليك، هذا سائل يقول: إذا حل علي الآجار في عشرين رمضان، وزكاتي تخرج في يوم عشرة من الشهر، حيث إني قد حددت وقت إخراج الزكاة في عشرة رمضان، هل لي أن أخصم أجار منزلي من المال، قبل أن أخرج الزكاة، أم علي زكاة الآجار؟

الشيخ:

عليك الزكاة أولاً، تخرج الزكاة في عشرة رمضان، والآجار بعدها بعشرين، تخرج الزكاة الأول، ثم تسدد الآجار.

القارئ:

جزى الله الشيخ على ما قال، هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد، وبارك الله فيك.

الشيخ:

وفق الله الجميع لطاعته، وثبت الله الجميع،، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، تفضل، نعم.

سائل:

...........

الشيخ:

ينبغي للإنسان المسلم، إذا سمع الأذان، إذا كان المؤذن يؤذن على تقويم، ولا يتقدم ولا يتأخر، والتقويم يفيد غلبة الظن، عندك التقويم والساعة والأذان، إذا اتفقت أمسك، كما أنت إذا سمعت أذان المغرب تبادر بالفطر، فكذلك إذا سمعت أذان الفجر تبادر بالإمساك، لأنه خبر ثقة.

لكن لو قدر إن الإنسان في يده كأس وشربه، أرجو أن لا يكون حرج، لأن الأذان على غلبة الظن، بخلاف...... بشائر الصبح، لكن بعد الأذان ليس لك أن تأكل وتطلب الأكل وتبحث عن كأس تشرب، أمسك، لكن الشيء الذي في يدك، أرجو أن لا يكون حرج، لكن أن يكون الإنسان بأكل واستمر وهو يؤذن لا، هذا يفيد غلبة الظن، لكن إن كان شيء في يده يشربه، لا بأس، يبحث عن كأس كذا، لا. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 


(1) البقرة: 185.

(2) القدر: 1.

(3) الدخان: 3.

(4) البقرة: 183.

(5) المائدة: 1.