بحث متقدم   
 
الصفحة الرئيسة / المكتبة الإلكترونية / الخطب / خطبة عيد الأضحى
خطبة عيد الأضحى

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عيد الأضحى

 الاثنين : 1421هـ

الله أكبر ما نطق بذكره ناطق ، الله أكبر ما صدق في قصده صادق ، الله أكبر ما أقيمت شعائر الدين ، الله أكبر ما رفرفت بالنصر أعلام المؤمنين ، الله أكبر ما أحرموا من الميقات ، الله أكبر ما رفعوا بالتلبية الأصوات .

سبحان من سبحت له السماوات وأملاكها ، والنجوم وأفلاكها ، والأرض وسكانها ، والبحار وحيتانها ، والنجوم والجبال ، والشجر والدواب ، والآكام والرمال ، وكل رطب ويابس ، ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً﴾ .

الله أكبر ………الله أكبر ……… لاإله إلا الله

أيها المسلمون : اتقوا الله الذي إليه تحشرون ، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ، واعلموا أن يومكم هذا يوم رفع الله قدره ، وعيد أبان الله فضله ، وشرف ذكره ، فهو يوم الحج الأكبر ، يجتمع فيه وفد الله بمنى لإكمال مناسكهم ، وتجتمعون أنتم لإقامة ذكر الله وللصلاة ، وسماع ما يتلى عليكم من أحكام الدين ، والتذكير بأيام رب العالمين .

الله أكبر

أمة لإسلام : إن المتأمل في حال أمتنا يرى صوراً من الضعف والخذلان ، والذل والهوان ، بعدت عن شريعة ربها ، وارتمت في أحضان أعدائها ، فكان

هذا مصيرها ، نحن قوم أعزنا الله بهذا الدين فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله . لا تتهم غيرك ، فأنت المتهم ، ولا تلم غيرك ، فأنت الملوم قال تعالى ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ ، كلكم على ثغر من ثغور الإسلام ، فا الله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك .

انظر إلى حالك مع ربك وإيمانك إلى توكلك إلى خوفك إلى رجائك إلى ذبحك إلى نذرك إلى حلفك وإلى سائر عباداتك هل صرفتها لله موافقاً فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر إلى صلاتك ، هل أديتها في أوقاتها مع الجماعة ، أم أنك ممن يؤخرها عن وقتها ويتثاقل عن أداء الطاعة . فشابهت المنافقين ، ورغبت عن سنة سيد المرسلين .

أنظر إلى بيتك ، إلى من استرعاك الله من الشباب والبنات والنساء وسائر الذرية ، هل ألزمتهم بالآداب الشرعية ، أم أنك كسائر الناس تركت الحبل على الغارب للنساء تلبس ما شاءت وتكلم من شاءت وتركب مع من شاءت . وتفعل ما شاءت مع علمك بأنها ناقصة عقل ودين .

وأبناؤك هل حرصت على اصطحابهم للمساجد ، وألزمتهم حلق تحفيظ القرآن ومجالسة الصالحين ، أم أنهم من جيل المقاهي الليلية ، والمكالمات الغرامية ، والقنوات الفضائية ، والشبكات العنكبوتية ، تركتهم فريسة للأعداء ، ولقمة سائغة لكل ناعق ، الغرب الكافر مقصدهم ، وتقليد الأعداء سبيلهم ، وثقافته أمنيتهم ، وأعياده أعيادهم ، يتلقى التربية من غيرك ، سيطرت عليه أقلام مأزورة ، وشاشات مسعورة ، بمالك اشتريتها ، وإلى بيتك أدخلتها ، وتظن أنك تحسن صنعاً ، وتواكب العصر والتطور.

ففسدوا وأفسدوا وإننا والله لنخشى أن يصيبنا ما أصاب غيرنا ممن كفر بنعمة الله قال جل وعلا ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ فاتقوا الله عباد الله وارجعوا إلى دينكم رجعة صادقة ، فهو دين كامل في مبناه ، وافٍ في معناه ، سامٍ في مغزاه ، لا يقبل الله ديناً سواه .

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم » رواه الترمذي وصححه الألباني

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين الله أكبر

عباد الله : إن يومكم هذا هو يوم الحج الأكبر وهو عيد الأضحى والنحر ، لأن الناس يضحون فيه وينحرون لما في ذلك من التقرب إلى الله وتعظيم أمره « ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب » وهي سنة قديمة ، وشرعة قويمة ، من أعلام الملة الإبراهيمية ، وشعائر الشريعة النبوية ، وقد قص الله علينا نبأ تقريب إبراهيم ولده للقربان « فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، فلما أسلما وتله للجبين ، وناديناه أن يا إبراهيم ، قد صدقت الرؤيا ، إنا كذلك نجزي المحسنين ، إن هذا لهو البلاء المبين ، وفديناه بذبح عظيم ، وتركنا عليه في الآخرين ، سلام على إبراهيم » .

قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – وتجزيء الشاة عن واحد والبدنة والبقرة عن سبعة وللإنسان أن يشرك في ثواب أضحيته من شاء ، واعلموا أن للأضحية شروطاً : الأول : أن تبلغ السن المعتبر شرعاً وهو خمس سنين في الإبل ، وسنتان في البقر ، وسنة كاملة في المعز ، ونصف سنة في الضأن .

الشرط الثاني : أن تكون سليمة من العيوب وهي أربعة : العرجاء البين ظلعها ، والمريضة البين مرضها ، والعوراء البين عورها ، والعجفاء وهي الهزيلة . وأما عيب الأذن أو القرن فإنه لا يمنع من الإجزاء ولكنه يكره .

الشرط الثالث : أن تقع في الوقت المحدد شرعاً وهو من الفراغ من صلاة العيد إلى غروب الشمس من اليوم الثالث بعد العيد فأيام الذبح أربعة يوم العيد وثلاثة أيام بعده .

واعلموا أن للذكاة شروطاً : منها أن يقول عند الذبح : بسم الله فمن لم يقل بسم الله على الذبيحة فذبيحته ميتة نجسة حرام أكلها لقوله تعالى ﴿وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ

ومن الشروط إنهار الدم . وكلوا من أضاحيكم وأهدوا وتصدقوا ، ومن أراد أن يضحي بعدما دخلت العشر وقد أخذ من شعره أو ظفره شيئاً فلا بأس ان يضحي وأضحيته تامة .

واعلموا - رحمكم الله - أن هذه الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام التشريق التي لا يجوز صيامها كما لا يجوز صيام يوم العيد وهي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم « أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل » فأكثروا فيها من التكبير والتهليل والتحميد في أدبار الصلوات وفي جميع الأوقات . انتهى كلامه رحمه الله .,